اليمن تحت تهديد الشتاء القارس: أزمة إنسانية طارئة للنازحين والمجتمع المحلي
يتعرض اليمن لطقس بارد أكثر من المعتاد في منتصف الخريف، مع توقع انخفاض حاد في درجات الحرارة خلال الأسابيع المقبلة، ما يزيد من هشاشة الفئات الأكثر ضعفًا وسط حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية. وأكد خبراء الأرصاد أن محافظات المرتفعات الشمالية مثل صعدة وعمران وصنعاء، إضافة إلى ذمار والبيضاء، ستواجه برودة شديدة، بينما تكون المحافظات الجنوبية والغربية أقل تأثرًا، لكنها لا تزال في حاجة لتدابير وقائية.
أوضاع النازحين في المخيمات تبين صعوبة البقاء في خيام مهترئة، بلا أغطية كافية أو وسائل تدفئة، مما يزيد من المخاطر الصحية للأطفال وكبار السن وقد حذرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب من أن استمرار غياب الدعم قد يؤدي إلى مضاعفة معاناة هذه الفئات، مع احتمال وقوع وفيات نتيجة البرد القارس، داعية الجهات المانحة للتحرك الفوري لتقديم المساعدات الشتوية الأساسية، بما في ذلك الملابس والبطانيات وأدوات التدفئة والعوازل.
كما أطلقت «كتلة المأوى» نداء عاجل لتمويل بقيمة 7 ملايين دولار لتلبية احتياجات حوالي 217 ألف شخص من النازحين والعائدين والمجتمعات المضيفة، مشيرة إلى أن نحو 642 ألف نازح في 45 مديرية موزعة على عدد من المحافظات يحتاجون لمساعدة عاجلة، بينهم حوالي 563 ألف معرضون لدرجات التجمد. التمويل المتاح يغطي نسبة 5% فقط من الاحتياجات، ما يترك فجوة تمويلية حادة تصل إلى 95%، الأمر الذي يزيد من هشاشة السكان ويهدد سبل معيشتهم.
الجهود الإنسانية تركز على إصلاح المأوى أو استبدال الخيام التالفة، وعزلها حراريًا، وتوزيع حزم شتوية تشمل بطانيات وملابس لكل فرد بحسب عدد أفراد العائلة، مع تقديم مساعدات نقدية حيثما أمكن، وفق تقييم الأسواق المحلية والقدرة الشرائية.
وتشير التقديرات الحديثة لمبادرة تصنيف المراحل المتكاملة للأمن الغذائي (IPC) إلى أن عدد اليمنيين الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي قد يصل إلى 18.1 مليون شخص خلال الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول وفبراير/شباط المقبل مع استمرار الصراع وانخفاض القدرة الشرائية وتراجع فرص العمل، تزداد المخاطر على المحاصيل الزراعية والمجتمعات الريفية، بينما تتفاقم الصعوبات المناخية خلال الشتاء، ما يجعل التدخل الإنساني الفوري أمرًا ضروريًا لتفادي أزمة كبرى تهدد حياة الملايين.
