تشهد ولاية دارفور غرب السودان أزمة إنسانية حادة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، ما أدى إلى نزوح آلاف المدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال غير المصحوبين بذويهم.
صحيفة واشنطن بوست وثقت وصول نحو 200 طفل إلى منطقة طويلة بعد فرارهم من الفاشر إثر عمليات قتل جماعي وخطف نفذتها القوات المسلحة الخاصة، فيما عبر الأطفال الصحراء في حالة ضعف شديد بسبب الجوع والحرمان النفسي والجسدي.
بعض الأطفال فقدوا والديهم، فيما ضاع آخرون وسط الفوضى، ونقل بعضهم غرباء إلى مخيمات النازحين، فيما بقي آخرون متشبثين بجثث أقاربهم. معاناة الأطفال لم تتوقف عند المخاطر الطبيعية في الصحراء، بل شملت تعرضهم لأعمال عنف مباشرة أثناء الفرار، وغياب الغذاء والمياه، ونقص الرعاية الصحية الأساسية، ما يزيد من هشاشة وضعهم الإنساني ويهدد حياتهم.
في سياق أوسع، تناولت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية تداعيات الصراع على السودان والدول المجاورة، محذرة من أن استمرار النزاع قد يحوّل السودان إلى "أفغانستان أفريقيا"، مع توقعات بزيادة الفراغ الأمني الذي قد تستغله الجماعات المتطرفة.
المجلة دعت إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وبدء مفاوضات لتشكيل حكومة تمثل مختلف أطراف الصراع، معتبرة أن الوقت مناسب لاستثمار النفوذ الدولي، بما في ذلك للولايات المتحدة، لدعم حل دبلوماسي عاجل يمنع انهيار الدولة بالكامل.
تسلط هذه التحليلات الضوء على حجم المعاناة الإنسانية للأطفال، وتوضح أن النزوح من الفاشر ليس مجرد رحلة للنجاة، بل اختبار لقوة البقاء وسط ظروف قاسية، حيث فقد الكثيرون القدرة على تلقي الرعاية أو الحماية الأساسية. الأرقام والمعلومات المقدمة من الصحف والمجلات العالمية تكشف أن الأزمة تمثل تحدياً إنسانياً وسياسياً مركباً، يحتاج تدخلًا عاجلاً لتخفيف وطأة الصراع على المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية.