خلفيات القلق الإسرائيلي: هل تهدد طائرات إف-35 السعودية أمن إسرائيل؟

2025.11.16 - 12:44
Facebook Share
طباعة

تصاعدت المخاوف في أوساط الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إزاء الصفقة المحتملة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لبيع الرياض طائرات إف-35 المتقدمة، في ما يعتبره مسؤولون كبار تهديدًا مباشرًا للتفوق النوعي لسلاح الجو الإسرائيلي، وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن هذه الصفقة قد تؤثر على قدرة إسرائيل على حماية أجوائها في ساحات قريبة مثل لبنان وفلسطين، فضلاً عن مناطق أبعد مثل اليمن وإيران.

بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أعرب المسؤولون الأمنيون خلال اجتماعات داخل سلاح الجو ووزارة الأمن عن قلقهم الشديد من أن الصفقة قد تمنح السعودية قدرة جوية كبيرة، قد تسقط أحيانًا في أيدي أطراف متطرفة أو تُستخدم في نزاعات إقليمية، مما يقلل من هامش عمل الطيران الإسرائيلي ويؤثر على استراتيجيات الردع التقليدية. ووفق المصادر نفسها، فإن قانون الولايات المتحدة يلزم واشنطن بالتشاور مع إسرائيل عند بيع أنظمة أسلحة متقدمة لضمان عدم المساس بالتفوق العسكري النوعي.

في المقابل، أكدت تقارير إسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد يكون مستعدًا للتنازل عن جزء من التفوق الجوي من أجل تحقيق تقدم دبلوماسي، خصوصًا في ملف التطبيع مع السعودية. وتشير المعلومات إلى أن الصفقة قد تشمل بيع 50 إلى 100 طائرة من طراز إف-35 المتقدم، مقابل تنازل سعودي عن شرط الاعتراف الإسرائيلي بدولة فلسطينية والتنسيق مع تل أبيب بشأن قطاع غزة.
هذا التوازن بين المكاسب الدبلوماسية والمخاطر الأمنية يضع إسرائيل أمام اختبار صعب في إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية.

ايضاً أضافت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة "هآرتس" أن هناك شعورًا بعدم السيطرة على مسار الصفقة، حيث لا تشارك الأجهزة الأمنية بشكل كامل في المفاوضات التي تجريها الحكومة مع الولايات المتحدة والسعودية وقد أعرب مسؤول كبير عن مخاوفه من أن التخلي عن التفوق العسكري مقابل التطبيع قد يمثل "مساسًا مباشرًا بأمن الدولة"، ولاسيما في ظل عدم وضوح المدى الزمني لتسليم الطائرات وتفاصيل اتفاقيات الضمان المتزامنة.

أما من الجانب الأميركي، فتشير مصادر دبلوماسية إلى أن واشنطن تسعى لإرضاء الطرفين عبر منح الرياض القدرة الدفاعية المتقدمة ومعاهدة دفاعية، وفي الوقت نفسه ضمان التطبيع مع إسرائيل دون إجبار تل أبيب على تقديم تنازلات جوهرية في القضية الفلسطينية، أن الهدف هو تحقيق توازن دقيق بين مصالح الأمن الإسرائيلي والمكاسب الدبلوماسية والاقتصادية لكل من السعودية والولايات المتحدة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 1