الفرار من الفاشر: نازحات يتعرّضن لانتهاكات جسدية وجنسية مروعة على طرقات النزوح

2025.11.16 - 12:16
Facebook Share
طباعة

تستمر تداعيات سيطرة «قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في إظهار حجم الأزمات الإنسانية التي يعانيها السكان المدنيون بعد 18 شهرًا من الحصار الطويل على المدينة، وجد نحو 260 ألف مدني أنفسهم مضطرين للفرار، وسط فقدان شبه كامل للخدمات الأساسية، بما فيها الغذاء والماء والأدوية، وانقطاع شبكة الاتصالات، وانهيار مؤسسات الدولة.

تدل هذه الظروف على أن النزوح الجماعي من المدينة لم يكن مجرد انتقال جغرافي، بل رحلة محفوفة بالمخاطر والتحديات، بما في ذلك العوائق الأمنية، وارتفاع التكاليف المادية، وصعوبة الوصول إلى المناطق الآمنة.

طرق النزوح… تحديات مستمرة ومخاطر متزايدة

وفق وسائل إعلام محلية، أفاد النازحون بأن مسار الرحيل من الفاشر نحو المدن الأقل تعرضًا للعنف، مثل طويلة والدبّة وأم درمان، أصبح صعبًا للغاية. ويواجه النازحون أثناء رحلتهم نقاط تفتيش متعددة تفرض قيودًا مشددة، بما في ذلك التجريد من الممتلكات وفرض رسوم إجبارية مقابل المرور.

ويضطر الكثيرون، خصوصًا النساء والأطفال وكبار السن، إلى السير لمسافات طويلة تحت ضغط الظروف المناخية والاحتياجات الأساسية، مع اعتماد محدود على وسائل النقل المتاحة، والتي غالبًا ما تكون تحت إشراف مسلحين يحددون شروط النقل والتكاليف.

في هذا السياق، يلعب نقص الدعم الحكومي والتنظيمي دورًا واضحًا في تعقيد رحلة النزوح، حيث تتركز بعض الجهود في مخيمات مؤقتة بمدينة الدبّة وطويلة، بينما يضطر النازحون إلى إيجاد حلول شخصية عند الوصول إلى مناطق مثل أم درمان.


انتهاكات مقلقة للنساء والفتيات:

وثقت «شبكة أطباء السودان»، استنادًا إلى معلومات طبية وميدانية، وقوع 32 حالة اغتصاب مؤكدة خلال أسبوع واحد، طالت فتيات وصلن من الفاشر إلى منطقة طويلة. وأشارت الشبكة إلى أن بعض هذه الحالات حدثت داخل المدينة بعد السيطرة عليها، فيما تعرضت أخريات للاعتداء خلال محاولات الفرار.

وأكدت الشبكة أن هذه الانتهاكات تمثل خرقًا للقانون الدولي الإنساني، وترتقي إلى جرائم حرب، محملة «قوات الدعم السريع» المسؤولية الكاملة عنها.
كما دعت الشبكة إلى فتح تحقيق دولي عاجل ومستقل، وتأمين حماية فورية للناجيات والشهود، مع السماح للمنظمات الطبية والإنسانية بالوصول الكامل لتقديم الرعاية اللازمة والدعم النفسي والقانوني.

الأبعاد الإنسانية والاجتماعية للنزوح:

رحلة النازحين من الفاشر ليست مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل اختبار لصمود الأسر والمجتمعات، حيث يعانون نقصًا حادًا في الغذاء والماء، وصعوبة في الوصول إلى الرعاية الطبية، إضافة إلى ضغوط نفسية كبيرة.

ويشير النازحون إلى معاناة الأطفال وكبار السن بشكل خاص، مع تعقيد مسارات النقل وارتفاع تكاليف التنقل، ما يجعلهم أكثر عرضة للإجهاد البدني والنفسي، ويؤكد الحاجة إلى تدخل عاجل لتوفير بيئة آمنة ومستدامة للنازحين.

دعوات للتحرك الدولي والإغاثة العاجلة:

تؤكد الأحداث في الفاشر على أهمية تنسيق الجهود الإنسانية على المستويين المحلي والدولي، لضمان حماية المدنيين وتأمين وصول المساعدات الأساسية بشكل سريع.
يشدد مراقبون على أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، ويضع المزيد من الضغوط على النازحين والمجتمعات المضيفة في دارفور والخرطوم.

وتسلط هذه التطورات الضوء على الحاجة الماسة لتدخل منظمات حقوق الإنسان والهيئات الطبية لضمان حماية الفئات الأكثر ضعفًا، خصوصًا النساء والفتيات، وتقديم الدعم الشامل لهم خلال مراحل النزوح وما بعده. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4