هروب فاشل من سجن غويران… وتصعيد خطير لداعش في دير الزور

2025.11.16 - 08:39
Facebook Share
طباعة

 شهدت محافظة الحسكة خلال الساعات الماضية تطوراً أمنياً لافتاً، بعدما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من إحباط محاولة فرار نفذها عدد من عناصر تنظيم "الدولة" المحتجزين داخل سجن غويران، أحد أكبر السجون التي تضم عناصر وقياديين سابقين في التنظيم شمال شرقي سوريا. وجاء إحباط المحاولة بعد عملية طوق واسعة نفذتها "قسد" بدعم مباشر من طائرة تابعة للتحالف الدولي، حيث أطلقت القوات قنابل ضوئية لكشف التحركات في محيط السجن، ما ساعد على رصد محاولات التسلل وإغلاق منافذ الهروب.

وبحسب المعلومات، فقد تمكنت القوات من اعتقال مجموعة من السجناء الذين حاولوا التسلل خارج أسوار السجن. كما جرى توقيف عنصرين من حرس السجن للاشتباه بتورطهما في تسهيل عملية الفرار، إلى جانب خمسة أشخاص من سكان حيي غويران والعزيزية، وسط ترجيحات بأن يكون لهؤلاء دور في محاولة التنسيق بين السجناء والخارج. وتأتي هذه المحاولة في سياق سلسلة طويلة من التحركات التي شهدها سجن غويران خلال السنوات الماضية، حيث سبق أن تعرض السجن لهجمات واسعة ومحاولات دهم من قبل خلايا التنظيم.

ويُعد سجن غويران واحداً من أكثر المواقع حساسية في شمال شرق سوريا، إذ يضم آلاف المحتجزين من عناصر التنظيم الذين تم اعتقالهم خلال العمليات العسكرية التي نُفذت بين عامي 2017 و2022. وكانت أبرز عمليات الهروب تلك التي وقعت في 19 كانون الثاني 2022، حين شهدت أحياء واسعة من غويران مواجهات مسلحة بعد تمكن عشرات السجناء من كسر بوابات السجن والاشتباك مع القوات المحلية. وتمكن العديد منهم آنذاك من الوصول إلى الأحياء المحيطة مثل المقابر والزهور، حيث انضمت إليهم خلايا نائمة كانت متمركزة في المنطقة، قبل أن تستعيد "قسد" السيطرة بدعم جوي من التحالف الدولي.

وفي الوقت ذاته، يعكس المشهد الأمني في دير الزور استمرار نشاط خلايا التنظيم في مناطق واسعة من الريف الشرقي، حيث برزت خلال النصف الأول من الشهر سلسلة هجمات تؤكد قدرة التنظيم على المناورة واستغلال الفراغات الأمنية. وتشير المعلومات إلى أن خلايا التنظيم تتحرك في مناطق تتسم بوعورة جغرافية وضعف انتشار القوى الأمنية، ما يمنحها هامش حركة لتنفيذ عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة وشن هجمات خاطفة.

وتوزعت الهجمات التي رُصدت خلال الفترة الأخيرة على ثمانية عمليات، بدأت في 2 تشرين الثاني عندما استهدفت خلايا التنظيم حاجز الصنور بقذيفة "آر بي جي" في بلدة أبو حمام شرقي دير الزور، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات لعدة دقائق قبل انسحاب المهاجمين. وبعدها بيوم واحد، أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية النار على منزل مدير المواصلات في بلدة جديدة عكيدات، دون تسجيل خسائر بشرية.

وفي 4 تشرين الثاني، شهدت بلدة ذيبان استهداف نقطة عسكرية تابعة لقسد بقذيفة مماثلة، أعقبها اشتباك محدود دون تسجيل إصابات. وفي 5 من الشهر ذاته، هاجمت مجموعة من عناصر التنظيم منزل ومحال تجارية لتاجر في بلدة الطكيحي، مستخدمة أسلحة رشاشة، فيما رد صاحب المحال بإطلاق النار، قبل أن ينسحب المهاجمون تاركين رسائل ورقية تطالب التاجر بدفع "الزكاة" والتواصل عبر رقم محدد.

كما استهدفت الخلايا المسلحة في 7 تشرين الثاني صهريج نفط قرب حقل العزبة شمالي دير الزور، قبل فرار المهاجمين، ثم تكرر سيناريو العبوات الناسفة في 8 تشرين الثاني عندما دوى انفجار في بلدة السوسة تزامناً مع مرور دورية عسكرية، دون وقوع خسائر. وتواصلت الهجمات في 13 تشرين الثاني عبر استهداف صهريج نفط في قرية الطيحكي، ما أدى إلى أضرار مادية، بينما أصيب سائق صهريج آخر في بلدة الشحيل إثر تعرضه لإطلاق نار خلال اليوم ذاته.

وتعكس هذه الحوادث مجتمعة استمرار حضور التنظيم في مناطق البادية والأرياف، رغم مرور سنوات على فقدانه السيطرة الفعلية على الأرض. وتؤكد التطورات الأمنية أن التنظيم يعتمد على خلايا صغيرة متحركة تستخدم الدراجات النارية وتتجنب الاشتباكات الطويلة، مع تعزيز أسلوب الهجمات السريعة والانسحاب، إضافة إلى الضغط على المدنيين عبر التهديدات المالية وفرض "الزكاة". في المقابل، تحاول القوات المحلية والتحالف الدولي التركيز على تعزيز الرقابة على السجون الكبرى مثل غويران، في محاولة لمنع عودة سيناريو 2022 أو تطور نشاط الخلايا إلى عمليات أكبر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5