تتصاعد الأزمة الإنسانية في السودان إلى مستويات غير مسبوقة، ما يجعلها من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم اليوم.
الصراع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023 أسفر عن عشرات آلاف القتلى ونزوح نحو 12 مليون شخص، مع تدمير واسع للبنية التحتية الحيوية وارتفاع حدة الانتهاكات ضد المدنيين. في هذا السياق، حذر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا مسعد بولس من الفظائع التي وقعت في مدينة الفاشر، معتبراً أن استمرار النزاع يفاقم الكارثة الإنسانية ويستدعي تحركاً عاجلاً على المستوى الدولي.
أوضح بولس أن ما حدث في الفاشر خلال الأسابيع الأخيرة يندرج ضمن أسوأ الانتهاكات، بما في ذلك عمليات القتل الجماعي والعنف الجنسي، مؤكداً ضرورة وضع حد سريع لهذه الممارسات. في الوقت ذاته، تشدد الولايات المتحدة على أهمية فرض هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، وتشجيع الطرفين على تنفيذها فوراً، وسط استمرار القتال وتباين المواقف بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأشار المبعوث الأميركي إلى أن الجهود الدولية تشمل شركاء مثل السعودية والإمارات ومصر، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف للعملية الانتقالية نحو حكم مدني، لكن دون مشاركة مباشرة للطرفين المتحاربين في إدارة هذه المرحلة الانتقالية.
تؤكد تصريحات بولس على أن الجانب الإنساني يشكل الأولوية القصوى في الوقت الراهن، بينما تبقى العملية الدبلوماسية مطروحة لإحراز تقدم تدريجي في الأسابيع المقبلة. في الوقت نفسه، تظهر المؤشرات أن الخلافات العميقة بين الجيش وقوات الدعم السريع تعرقل أي اتفاق فوري، ما يجعل استمرار النزاع محتملاً ومضاعفاً لمعاناة المدنيين، ويبرز من التحليل أن الحلول الإنسانية والسياسية لا يمكن الفصل بينها، إذ يظل نجاح الهدنة ووقف العنف مرتبطاً بقدرة الوسطاء الدوليين على التوفيق بين مصالح الأطراف المتحاربة، مع التركيز على حماية المدنيين وتخفيف الأضرار الإنسانية الجسيمة التي خلفها النزاع على السكان المحليين.