إلى أي مدى تقترب سوريا من القضاء النهائي على تنظيم داعش؟

2025.11.15 - 05:12
Facebook Share
طباعة

انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” يمثل تحولاً استراتيجياً في المشهد الإقليمي، هذا القرار يعكس إمكانية دمشق تعزيز التنسيق السياسي والأمني والعسكري مع الدول الكبرى، وتخفيف العزلة التي فرضتها سنوات الصراع، بعد انتشار التنظيم على أراضيها سابقاً دون أن تشارك بشكل فعّال في مواجهة تهديده.

سقوط دولة الخلافة:

التنظيم فقد السيطرة على المدن الكبرى التي كانت ضمن “دولة الخلافة” بين 2014 و2017، ولم يعد يسيطر على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق، كما انخفضت قدراته في اليمن وأفغانستان وليبيا ومناطق أخرى.
رغم ذلك، يستمر التهديد عبر خلايا صغيرة متخفية، قادرة على التكيف وتنفيذ عمليات محدودة.

بؤر نشاط داعش في سوريا:

تتركز معظم نشاطات التنظيم في البادية السورية، بين حمص ودير الزور والرقة والحدود العراقية، حيث تضاريس المنطقة توفر غطاءً للتحرك والخلايا الصغيرة، والتي تتراوح بين 5 و10 عناصر تكمن خطورة هذه الخلايا في قدرتها على تنفيذ تفجيرات واغتيالات وحملات تجنيد في المخيمات والسجون، ما يعيد إنتاج التنظيم رغم الهزائم السابقة.

العراق: فقدان النفوذ مع استمرار الهجمات المحدودة

في العراق، لم يعد للتنظيم أي مناطق نفوذ، لكنه يحافظ على نشاط محدود في مناطق مثل جبال حمرين وصحراء الأنبار وكركوك ونينوى، عبر هجمات متفرقة أعداد عناصره حالياً تتراوح بين 800 و1200 مقاتل، مقارنة بـ 80 ألف مقاتل في ذروة قوته، ما يمثل تراجعاً كبيراً لكنه لا ينهي التهديد تماماً.

الانكماش العددي والعملياتية:

مع استمرار الحرب على التنظيم في سوريا والعراق، انخفض عدد عناصره من أكثر من 42 ألف مقاتل أجنبي ضمن 80 ألف مقاتل سابقين إلى نحو 1,500–3,000 عنصر. رغم هذا الانخفاض، ارتفع عدد الهجمات في سوريا خلال عام 2024 إلى حوالي 700 هجوم، لكن سقوط الأسد وتقوية السيطرة على المناطق الخاضعة للسلطة الجديدة ساهمت في الحد من إمكانات التنظيم على إعادة التمركز.

التحدي الكبير: السجون والمخيمات

تمثل سجون ومخيمات “قسد” في شمال شرق سوريا خزانات بشرية للتنظيم، إذ تحتوي على أكثر من 8,500 مشتبه بانتمائهم لداعش، بالإضافة إلى حوالي 38,400 من زوجات وأرامل وأطفال أقارب عناصر التنظيم في مخيمي الهول وروج. هذه المراكز تُعد بمثابة نقاط محورية لأي محاولات إعادة بناء التنظيم، وتشكل تحدياً مستمراً لجهود محاربته.

رغم تراجع قوة داعش وانخفاض أعداد عناصره، يبقى التنظيم تهديداً استراتيجياً بسبب قدرته على التكيف والتمركز في مناطق صعبة السيطرة، واستغلال الخلايا الصغيرة لتنفيذ هجمات متفرقة. انخراط سوريا في التحالف الدولي قد يسرع من تقييد حركة التنظيم، لكن القضاء النهائي على تهديده يتطلب استمرار الضغط العسكري، الأمني، والمراقبة المكثفة لمراكز الاحتجاز والمخيمات، مع تعزيز الاستقرار السياسي في المناطق المحررة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 8