السويداء: دعوات للخلاص من العنف والفوضى

2025.11.15 - 11:33
Facebook Share
طباعة

 تشهد محافظة السويداء تغيرًا ملحوظًا في المزاج الشعبي، وسط مطالب متزايدة بالخلاص من دائرة العنف والفوضى التي اجتاحت المنطقة خلال الفترة الأخيرة. مدير مديرية الأمن الداخلي في المدينة، سليمان عبد الباقي، أكد أن المحافظة تشهد "اعتداءات متكررة بعد الأحداث الأخيرة، مع وجود قوى الأمن الداخلي لضمان السيطرة على الوضع".

وأوضح عبد الباقي أن الخروقات الأخيرة لم تُسجل فيها أي إصابات بين صفوف عناصر الأمن الداخلي، مشيرًا إلى أن أي حادثة يتم توثيقها بشكل كامل، مع وجود توصيات واضحة لاستيعاب التوتر وفتح أبواب الحوار. كما أشار إلى "عدة دعوات لتعويض العائلات المتضررة في السويداء"، في محاولة لتهدئة النفوس وإعادة الاستقرار إلى المجتمع المحلي.


تبدل المزاج الشعبي وتحميل المسؤوليات
وفق عبد الباقي، فإن المزاج الشعبي في السويداء قد تغيّر مقارنة بما كان عليه سابقًا، حيث كان الاحتقان سيد المشهد، أما اليوم فيتواصل معه المواطنون بشكل يومي للمطالبة بحلول سلمية للخروج من دوامة العنف. وقد حمّل عبد الباقي بعض المسؤولين المحليين، مثل حكمت الهجري، مسؤولية جرّ المحافظة نحو دائرة الدم والفوضى.

وأشار عبد الباقي إلى أن جزءًا كبيرًا من العصابات الموجودة في السويداء يتبع "مجلس الحرس اللاوطني"، مع تسجيل خروقات يومية من قبل بعض الفصائل المسلحة، مؤكّدًا أن "الفوضى في السويداء لا يُمكن معالجتها إلا بوجود مؤسسات الدولة، بعيدًا عن المشاريع الخارجية والأوهام التي تُضر بالمجتمع".


مبادرة جبل العرب: مسار وطني للمواطنة والسلام
في سياق آخر، أطلق مجموعة من المثقفين والناشطين المحليين مبادرة حملت اسم "إعلان جبل العرب"، والتي اعتُبرت بمثابة مسار إنقاذ وطني يقوم على أساس المواطنة والقانون والعدالة الانتقالية واحترام التنوّع.


أكد نص المبادرة على عدة نقاط أساسية:
إدانة كل أشكال العنف والتطرّف والانتهاكات التي طالت المدنيين الأبرياء، من جميع الجهات.
رفض أي تدخلات خارجية أو رفع أعلام أجنبية، وخاصة علم إسرائيل، التي تعتبر عدوًّا تاريخيًا للشعب السوري.
التأكيد على أن العنف والانتهاكات لم ولن تنجح في تمزيق النسيج الاجتماعي أو فرض تقسيم، وأنها جزء من أجندات خارجية تهدف لتقويض الوحدة الوطنية.

كما دعت المبادرة إلى معالجة الآثار العميقة للأحداث الأخيرة عبر خطوات عملية تشمل:
الاعتراف بالجرائم غير الإنسانية ومحاسبة مرتكبيها.
الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المخطوفين والمخطوفات.
تأمين طريق دمشق – السويداء.
البدء الفوري بإعادة إعمار المنازل المتضررة وترميم البنى التحتية.
ضمان عودة النازحين إلى منازلهم بأمان.
دعم لجنة تقصّي الحقائق الدولية في توثيق الانتهاكات ضد المدنيين.
حل مشاكل الطلاب وضمان وصولهم إلى مدارسهم وجامعاتهم.
رفض المشاريع المتماهية مع الاحتلال أو الطروحات الانفصالية.


خارطة طريق نحو حل الأزمة
أكد الموقعون على المبادرة أن الاتفاقيات الأخيرة بين سوريا والولايات المتحدة والأردن تشكّل مدخلاً لمعالجة أزمة السويداء، ويمكن البناء عليها لتوسيع الحلول إلى مناطق سورية أخرى. كما شددوا على رفض أي مشاريع تهدف للانفصال أو فرض نظام مركزي أحادي اللون، داعين إلى إيجاد خيار ثالث يحقق الحرية والكرامة للسوريين، مثل نموذج اللامركزية الإدارية الموسعة أو أي صيغة توافق عليها الأطراف السورية.

ورأى الموقعون أن معالجة الوضع في السويداء تمهّد لإطلاق مسار سياسي وطني بديل، يعتمد على توافقات موضوعية، مثل اتفاق 10 آذار مع "قسد"، ويتيح إعادة بناء الهوية السورية الجامعة، وتحويل البلاد من حالة الفوضى والعصبيات إلى دولة وطنية متعددة تحتضن جميع أطياف التنوع السوري التاريخي.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5