رسائل إبستين: وثائق جديدة تفضح صورة ترامب الحقيقية… “شرير وخطير ومهووس بالسلطة”

2025.11.15 - 09:46
Facebook Share
طباعة

تكشفت حلقة جديدة من سلسلة الوثائق المرتبطة بالملياردير المتهم بالاتجار بالبشر جيفري إبستين، لتضع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في قلب دائرة الاشتباه الأخلاقي والسياسي مجددًا. فقد كشفت لجنة الرقابة في مجلس النواب عن رسائل بريد إلكتروني بخط يد إبستين، تصفه بأنه “شرير ومجنون وخطير”، وتلمح إلى علمه المبكر بجرائم الاستغلال التي ارتكبها إبستين في دوائره الخاصة.
ورغم محاولة ترامب التنصل من علاقته بإبستين، فإن الوثائق الجديدة تقوّض روايته وتعيد فتح ملف ارتباطهما المظلم.


علاقة أعمق مما ادعى ترامب

ترامب ووجوده داخل بيئة استغلال القاصرات

إحدى الرسائل تكشف أن ترامب “قضى ساعات” داخل منزل إبستين مع إحدى أبرز ضحاياه، الراحلة فيرجينيا جيوفري، وهي شهادة تدفع إلى التساؤل حول مدى تورط ترامب أو على الأقل مدى معرفته بما كان يدور داخل تلك الشبكة الواسعة من الاستغلال الجنسي.

“كان يعرف بشأن الفتيات”

إبستين يكتب صراحة في مراسلاته أن ترامب “كان يعرف بشأن الفتيات”، ما يضع رواية ترامب حول طرد إبستين من ناديه مار-إيه-لاغو تحت الضوء. فبدل أن تبدو خطوة أخلاقية، تظهر الرسائل كأنها اعتراف مبطن بأن ترامب كان مطلعًا على ممارسات إبستين قبل سنوات.

لغة إبستين عن ترامب: ازدراء يكشف خوفًا من سلوكه

تصف الرسائل ترامب بألفاظ غير مسبوقة:

“شر لا يصدق… مجنون… خطير”.

“أسوأ من كل المجرمين الذين قابلتهم”.

“الكلب الذي لم ينبح” — وهي عبارة تحمل إيحاء بأن ترامب لعب دورًا سلبيًا مريبًا، صامتًا أمام جرائم واضحة.


هذا الكم من الوصف العدائي من شخصية كانت تعتبر ترامب “صديقًا مقرّبًا لعقد كامل” يدفع إلى التشكيك في طبيعة تلك الصداقة وما إذا كانت تقوم على مصالح وشبكات نفوذ تتجاوز ما هو معلن.

ردود ترامب الدفاعية: إنكار روتيني بلا إجابات

جاء رد البيت الأبيض مقتضبًا ومكررًا: “لا شيء في الرسائل يُثبت شيئًا”.
أما ترامب، وفي تكتيك دعائي مألوف، اتهم الديمقراطيين بمحاولة “إحياء ملف إبستين” دون أن يقدم تفسيرًا واحدًا عن سبب ورود اسمه في عشرات المراسلات، أو لماذا استمر إبستين في الإشارة إليه حتى قبل أشهر من انتحاره المثير للجدل.

إصرار ترامب على الهروب للأمام، عبر المطالبة بالتحقيق مع شخصيات أخرى، يعكس إرباكًا واضحًا أمام وثائق تهدد صورته التي يسعى لتلميعها قبل دخول معترك الاستحقاق الانتخابي.

شبكة مصالح لا مجرد صداقة

رغم إنكار ترامب، تكشف السجلات العامة:

حضوره حفلات مشتركة مع إبستين.

السفر عبر الطائرات الخاصة.

مشاركة الدوائر الاجتماعية ذاتها في مانهاتن وبالم بيتش.


وصف إبستين لترامب بأنه “صديق مقرب لمدة 10 سنوات” ينسف سردية ترامب بالكامل.
القطيعة التي ادعاها لاحقًا تبدو، في ضوء الوثائق، محاولة سياسية لإعادة كتابة الماضي وليس حقيقة موضوعية.

صوت الكونغرس: نحو كشف كامل للملفات

يستعد مجلس النواب للتصويت على الإفراج الكامل عن ملفات إبستين. وإذا تم تمرير القرار، فقد تظهر رسائل إضافية تتضمن تفاصيل محرجة لترامب وشخصيات نافذة أخرى.
وهو ما قد يضع ترامب في مواجهة موجة جديدة من التدقيق الأخلاقي والسياسي، في وقت يحاول فيه إعادة تسويق نفسه على أنه “منقذ النظام الأمريكي”.

 

تكشف رسائل إبستين الوجه الآخر لترامب؛ وجه رجل يعرف الكثير عمّا يدور حوله لكنه يختار الصمت حين يتعلق الأمر بالاستغلال أو النفوذ أو الفساد.
وفي ظل اقتراب استحقاقات انتخابية حاسمة، يبدو أن هذه الوثائق لن تكون مجرد تفاصيل من الماضي، بل عنصرًا مؤثرًا في إعادة تقييم شخصية ترامب، وتحديد مدى أهليته لقيادة دولة تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان بينما يطارد زعيمها السابق شبح ارتباطات مشبوهة مع واحدة من أظلم القضايا الأخلاقية في التاريخ الأمريكي الحديث.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2