مصر تواصل قيادة الجسر الإنساني إلى غزة: أكثر من 665 ألف طن مساعدات خلال عامين

2025.11.13 - 03:13
Facebook Share
طباعة

تواصل مصر، عبر الهلال الأحمر المصري، قيادة أكبر عملية إغاثة إنسانية في المنطقة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في ظلّ استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق الذي يفاقم معاناة المدنيين منذ أكثر من 760 يوماً.
ووفق بيان رسمي صدر اليوم الخميس، أعلن الهلال الأحمر المصري أنّ إجمالي ما تم تقديمه من مساعدات منذ بدء الأزمة تجاوز 665 ألف طن من المواد الإغاثية والطبية والغذائية، بالتنسيق مع 59 دولة شاركت في إرسال المساعدات عبر 943 طائرة و617 شحنة بحرية، وصلت جميعها من خلال معبر رفح الحدودي.

مساعدات ضخمة ومستشفيات ميدانية

أوضح البيان أنّ المساعدات شملت أكثر من 91 ألف طن من الوقود لدعم الخدمات الحيوية داخل القطاع، و214 سيارة إسعاف لصالح المنظمات الصحية، إلى جانب أربعة مستشفيات ميدانية أُنشئت لتعزيز المنظومة الطبية المنهارة بفعل القصف الإسرائيلي.
كما أطلق الهلال الأحمر المصري مشروعًا ميدانيًا فريدًا تحت عنوان "المطبخ الإنساني"، الذي قدّم حتى نهاية أكتوبر الماضي أكثر من 2 مليون رغيف خبز و1.2 مليون وجبة بين ساخنة وجافة، لتأمين الحد الأدنى من الغذاء للعائلات المحاصرة.

"زاد العزة من مصر إلى غزة": قوافل لا تتوقف

في إطار الدعم المستمر، أطلق الهلال الأحمر المصري صباح اليوم القافلة رقم 72 ضمن مبادرة "زاد العزة من مصر إلى غزة"، محملة بـ 235 ألف سلة غذائية، و2000 طن من الدقيق، وقرابة 1900 طن من المستلزمات الطبية والإغاثية، إضافة إلى 1000 طن من الوقود.
ومنذ انطلاق المبادرة في يوليو 2025، تم تسيير أكثر من 72 قافلة بإجمالي حمولات تجاوزت 130 ألف طن من المساعدات المتنوعة، وهو ما يعكس استمرارية الدور المصري المركزي في دعم غزة رغم القيود الإسرائيلية المتصاعدة على دخول المساعدات.

معبر رفح.. الشريان المصري المفتوح لغزة

أكد الهلال الأحمر أن معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري منذ بدء الأزمة، رغم التحديات الأمنية والسياسية، وأن فرق الإغاثة المصرية تواصل العمل على مدار الساعة بمشاركة أكثر من 35 ألف متطوع.
وأشار البيان إلى تقديم نحو 260 ألف خدمة طبية و171 ألف خدمة إغاثية للمصابين والعابرين، فضلًا عن دعم نقدي مباشر لـ 2800 أسرة ومساعدة 86 ألف شخص في إعادة التواصل مع ذويهم داخل القطاع.

مصر تنشئ أكبر مخيم إيواء في غزة

في خطوة جديدة لمواجهة فصل الشتاء القاسي، افتتحت اللجنة المصرية لإغاثة أهالي غزة أكبر مخيم إيواء في القطاع، على مساحة 2000 دونم في منطقة محررات نتساريم التي كانت سابقًا محورًا عسكريًا إسرائيليًا يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
ويهدف المخيم إلى حماية آلاف النازحين من البرد القارس وتوفير بيئة إنسانية آمنة لهم، في ظلّ تدمير واسع للبنية التحتية جراء الغارات الإسرائيلية.

دعم سياسي وإنساني متكامل

توازيًا مع جهود الإغاثة، تواصل مصر تنسيقها السياسي مع قطر والولايات المتحدة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، مع تأكيدها الدائم على رفض سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحق المدنيين، واعتبارها عقابًا جماعيًا مخالفًا للقانون الدولي.
كما أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن القاهرة ستستضيف مؤتمرًا دوليًا للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة بنهاية نوفمبر الجاري، في خطوة تهدف إلى حشد الدعم الدولي لإعادة بناء القطاع واستعادة الاستقرار.

رغم استمرار العدوان الإسرائيلي، تبقى مصر — من خلال جسرها الإنساني المتواصل — المنفذ الرئيسي لشريان الحياة إلى غزة، لتؤكد أنّ التزامها تجاه الشعب الفلسطيني ليس موقفًا دبلوماسيًا عابرًا، بل واجبًا قوميًا وإنسانيًا تسعى القاهرة إلى ترسيخه على المستويين العربي والدولي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2