شهدت مخيمات شمال وشرق سوريا خلال تشرين الأول الماضي حركة واسعة في إطار برامج العودة الطوعية للنازحين، بالإضافة إلى عمليات تسليم عوائل مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى دولهم الأصلية. وجاءت هذه الخطوات في سياق جهود الإدارة الذاتية، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والجهات الدولية المعنية، لتخفيف الاكتظاظ في المخيمات وتحسين الظروف الإنسانية للسكان.
وأفاد مصدر حقوقي أن 43 عائلة تضم 188 فرداً غادرت المخيمات السورية متجهة إلى محافظات حلب واللاذقية وتدمر ودرعا، فيما غادرت دفعة أكبر مكونة من 249 عائلة، تضم نحو 840 شخصاً، باتجاه الأراضي العراقية. إلى ذلك، تم تسليم 5 نساء و12 طفلاً من عوائل التنظيم عبر وفد رسمي إلى دولة جنوب أفريقيا.
تفاصيل الأحداث بحسب التواريخ
15 تشرين الأول: غادرت الدفعة الثالثة من نازحي مخيم المحمودلي بمدينة الطبقة بريف الرقة، ضمن برنامج العودة الطوعية الذي تنظمه الإدارة الذاتية بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. تضمنت الدفعة 12 حافلة و24 شاحنة، تقل 28 عائلة مؤلفة من 133 شخصاً، متجهة إلى مناطقهم الأصلية في دير الزور وحمص وحماة وحلب وتدمر ودرعا. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود تمكين النازحين من العودة إلى مدنهم وقراهم بصورة آمنة ومنظمة.
6 تشرين الأول: سلمت دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، إلى وفد رسمي من جنوب أفريقيا، 5 نساء و12 طفلاً من عوائل التنظيم، وفق وثيقة رسمية وقع عليها ممثلو الطرفين. وتمثل هذه العملية جزءاً من التزام الجهات المحلية والدولية بمعالجة ملف أسر عناصر التنظيم بصورة قانونية ومنظمة.
26 تشرين الأول: غادرت دفعة جديدة من نازحي مخيم الهول في ريف الحسكة، ضمن برنامج العودة الطوعية، بتنسيق مباشر بين الإدارة الذاتية ومفوضية اللاجئين. شملت هذه الدفعة 15 عائلة تضم 55 شخصاً، متجهة إلى مدينة حلب، في إطار الجهود المستمرة لمتابعة أوضاع الأسر وإعادة توطينها بشكل آمن.
27 تشرين الأول: غادرت دفعة أخرى من اللاجئين العراقيين مخيم الهول، بالتنسيق مع مجلس النواب العراقي ولجنة الهجرة والمهجرين العراقية. ضمت الدفعة 249 عائلة مؤلفة من نحو 840 شخصاً، متجهة إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى العراقية، تحت إجراءات أمنية مشددة وحماية من قوات التحالف الدولي. تمثل هذه الخطوة جزءاً من برنامج العودة الطوعية للعراقيين الذين يقيمون في المخيمات السورية.
تأتي هذه الحركات في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تخفيف الاكتظاظ في المخيمات، خصوصاً مع استمرار تدفق اللاجئين والنازحين نتيجة النزاعات الطويلة في المنطقة. وتؤكد الإدارة الذاتية على أهمية التعاون الدولي والمحلي لضمان عودة آمنة ومنظمة لكل العائلات، سواء كانت سورية أو عراقية، مع متابعة دقيقة لأوضاع الأطفال والنساء لضمان حقوقهم الأساسية.