أوضاع مأساوية للأسرى الفلسطينيين في معسكر “جلعاد” الإسرائيلي

2025.11.09 - 04:37
Facebook Share
طباعة

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عن معاناة الأسرى الفلسطينيين في معسكر “جلعاد” الإسرائيلي داخل سجن عوفر بالضفة الغربية المحتلة، حيث يعيش نحو 100 إلى 120 أسيرًا في ظروف وصفها البيان بـ”الكارثية”، موزعين على 12 غرفة مكتظة، ويواجهون عقوبات بالعزل والضرب والصعق الكهربائي.
ووفق الهيئة، يجبر الأسرى على السير وأيديهم وأرجلهم مكبلة وعيونهم معصوبة، مع تقليل ساعات الاستراحة إلى عشرين دقيقة يوميًا، والاستحمام بمياه باردة واستخدام سائل جلي بدل الشامبو.

نقص الملابس والأغطية شديد، إذ يتم تبديل القمصان مرة أسبوعيًا بينما لا تُبدل السراويل إلا عند تمزقها، ويضطر بعض الأسرى لارتداء الملابس نفسها لأشهر.
أما الطعام فيقتصر غالبًا على الخبز واللبن، مع تقديم التونة أو النقانق مرة أسبوعيًا فقط، والفرش المعدنية الرقيقة والغطاء الواحد تجعل النوم شبه مستحيل وتتكرر الاقتحامات اليومية للغرف، مع فرض سياسة عقاب يومية لأسباب تافهة أو بلا أسباب، ويُجبر الأسرى على الركوع خلال فترات العد أربع مرات يوميًا، ويُحرمون من النوم بعد الساعة السادسة صباحًا.

تتجذر هذه الأزمة في السياسات الإسرائيلية التي تستهدف الأسرى الفلسطينيين، خاصة في ظل تصاعد النزاع العسكري والحروب المتكررة على غزة، ما جعل المعسكرات أداة لفرض ضغوط إضافية على الأسرى وأسرهم، وتقليص أي مساحة للكرامة الإنسانية.
ويشير الخبراء الحقوقيون إلى أن تكدس الأسرى داخل غرف ضيقة وغياب التهوية والتدفئة الملائمة يعرض حياتهم للخطر، ما يعكس هشاشة الوضع القانوني الدولي تجاه حماية الأسرى في مناطق النزاع.

استمرار هذه المعاملة القاسية قد يزيد من التوترات بين الفلسطينيين وإسرائيل، ويعزز الانتهاكات الإنسانية ويؤجج الاحتقان المجتمعي في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع احتمال تصعيد مطالب حقوقية دولية للضغط على إسرائيل لتحسين ظروف الأسرى، بما في ذلك تدخل مؤسسات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لمراقبة المعسكرات بالإضافة إلى ذلك أن تفشي الأمراض بين الأسرى، خاصة في فصل الشتاء مع غياب التدفئة، يشكل تهديدًا إضافيًا لحياتهم، فيما يبقى السؤال حول قدرة المجتمع الدولي على فرض آليات رقابة حقيقية لضمان احترام الحد الأدنى من حقوق الإنسان.

البيانات التي نقلتها محامية الهيئة، إلى جانب إفادات الأسرى، توضح حجم الأزمة الإنسانية التي تتجاوز مجرد حرمان من الحرية، لتشمل استغلالًا جسديًا ونفسيًا يوميًا، ما يجعل معسكر “جلعاد” نموذجًا صارخًا للانتهاكات داخل السجون الإسرائيلية، ويستدعي متابعة دقيقة من المنظمات الحقوقية الدولية، وتفعيل الضغوط الدبلوماسية لضمان احترام القانون الدولي وحماية الأسرى الفلسطينيين من معاملة قاسية قد تودي بحياتهم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2