الضربات شبه اليومية التي تشنها إسرائيل على جنوب لبنان تزيد من القلق الفرنسي بشأن الوضع الأمني.
كشفت مصادر دبلوماسية فرنسية لوسائل الإعلام أن هذه العمليات تضغط على الحكومة اللبنانية لدفعها نحو مفاوضات مع إسرائيل، مع احتمال نشوب نزاع أوسع بسبب عدم وضوح حدود العمليات الإسرائيلية.
الموقف الأمريكي غامض، إذ لم تُظهر زيارة أورتاغوس الأخيرة إلى بيروت أي تشدد تجاه المسؤولين اللبنانيين، بينما الإدارة الأمريكية تبدو عاجزة عن وقف التصعيد الإسرائيلي. هذا التناقض يضع لبنان في موقع ضعف ويحد من قدرته على ممارسة أي ضغط فعلي، في ظل اعتماد الأطراف الدولية على الوساطة الأمريكية لتثبيت الوضع.
المصادر الفرنسية ترى أن الروايات اللبنانية بشأن قدرات "حزب الله" لا يمكن التأكد منها ميدانيًا، ما يفتح المجال للسردية الإسرائيلية ويجعل المجتمع الدولي مترددًا في تصديق الرواية اللبنانية بالكامل، خصوصًا في أي مواجهة محدودة.
على الصعيد الداخلي، هناك بعض الخطوات في الإصلاحات الاقتصادية، مثل تحديث مطار بيروت وتشغيل مشاريع كانت متوقفة منذ سنوات، بينما تظل القضايا الكبرى مثل الكهرباء دون معالجة، ما يضعف شعور المواطنين بالتحسن.
مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي مستمرة، وهناك تقدم في تقييم الدين المرتبط بمصرف لبنان وتنظيم الحسابات العامة للفترة 2026–2030، مع انتظار مناقشة قانون المصارف والفجوة المالية في مجلس الوزراء.
الفرصة قائمة إذا أبدت الأطراف الدولية المرونة اللازمة لإنجاز الإصلاحات المالية، في وقت يبقى استقرار لبنان مرتبطًا بقدرة المجتمع الدولي على ضبط التصعيد الإسرائيلي وتأمين الحد الأدنى من الأمن الداخلي.