الرقة.. خيام النزوح ممتدة وحلم العودة مرتبط بالمستقبل

2025.11.09 - 02:42
Facebook Share
طباعة

 بعد عام 2011، ومع انتشار المظاهرات ضد النظام السابق في مختلف المحافظات السورية، شهدت البلاد موجات عنف متبادلة وسيطرة متعاقبة للسلطات والقوى المسلحة على مناطق مختلفة. في الرقة، على سبيل المثال، تنقل الوضع بين الجيش الحر، ثم تنظيم الدولة الإسلامية، وصولًا إلى قوات سوريا الديمقراطية التي حررت المدينة عام 2017.

خلال هذه الفترات المتقلبة، أصبحت الرقة مركز استقبال لآلاف العوائل المهجرة قسرًا من مختلف المحافظات، حيث استقبلت المدينة وأريافها وأحياؤها الداخلية أكثر من 50 ألف عائلة بين 2012 و2017، إضافة إلى عشرات مراكز الإيواء الرسمية التي استقبلت نازحين بشكل مؤقت أو طويل الأمد. ومع استمرار النزوح في عام 2025، ارتفع عدد المراكز العشوائية والرسمية بشكل كبير، خاصة بعد موجات النزوح من مناطق مثل شهبا، الشيخ مقصود، والأشرفية، لتصل أعداد العوائل المستقرة في الرقة والطبقة والريف الغربي إلى عدة آلاف ضمن عشرات المراكز الإيوائية.

اختارت العائلات النازحة الرقة لما يُعرف عنها من خصائص اجتماعية داعمة، حيث يصفها المجتمع بأنها بيئة مضيافة تشجع على التكافل المجتمعي وتقديم المساعدات للمتضررين. وقد ساهم سكان المدينة بشكل مستمر في تقديم الدعم للوافدين الجدد، سواء خلال أزمات النزوح السابقة أو في أعقاب الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل التي ضربت إدلب والساحل السوري، ما جعل المدينة محطة آمنة نسبياً للنازحين الباحثين عن مأوى واستقرار مؤقت.

رغم ذلك، ما تزال الظروف المعيشية صعبة في المخيمات والمراكز المؤقتة، حيث يعيش الكثير من النازحين في خيام أو مساكن مؤقتة، مع محدودية الخدمات الأساسية والبنى التحتية، الأمر الذي يعيق العودة إلى مناطقهم الأصلية، خاصة في ظل استمرار تداعيات الصراع وعدم توفر برامج إعادة الإعمار أو خطط محفزة للعودة.

كما تشير المراقبة إلى أن بعض المناطق التي تم تحريرها بعد سقوط النظام لم تعد صالحة للسكن، إذ تضررت البنية التحتية بشكل كبير، ويصعب على السكان العودة في ظل انعدام الخدمات والوظائف والفرص الاقتصادية، إضافة إلى الخوف من الأوضاع الأمنية غير المستقرة. نتيجة ذلك، يبقى خيار البقاء في الرقة والطبقة والمراكز الإيوائية المجاورة الخيار الأبرز للعديد من العائلات، التي ربطت حياتها المستقبلية بالاستقرار النسبي الذي توفره هذه المدن.

يبقى النزوح المستمر وحالة الملاجئ المؤقتة انعكاسًا ملموسًا على واقع ملايين السوريين، الذين يواجهون تحديات معيشية كبيرة، بينما يظل حلم العودة إلى مدنهم الأصلية مرتبطًا بتحسن الظروف الأمنية والمعيشية، ووجود خطط واضحة لإعادة الإعمار، التي لم تتضح معالمها بعد في مناطق كثيرة من البلاد.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6