ما هي شروط خروج مسلحي حماس من أنفاق رفح؟
تل أبيب تكثف حصارها على قطاع غزة، مستهدفة مسلحي حماس المحاصرين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع مسلحي حركة حماس المحاصرين في الأنفاق في غزة أمام خيارين صارمين: الاستسلام أو البقاء تحت الأرض هذه التصريحات جاءت في سياق التوترات المستمرة بين إسرائيل وحماس، في الوقت الذي يدرس فيه الجيش الإسرائيلي السماح بخروج 200 مسلح فلسطيني من مناطق سيطرتها مقابل استعادة جثث الأسرى المحتجزة، في خطوة مثيرة للجدل داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية.
القناة 14 الإسرائيلية نقلت عن نتنياهو أن الجيش لن يسمح لمقاتلي حماس بالمرور إلى مناطق تحت سيطرة الحركة إلا بعد تسليم جثث إضافية للمحتجزين القتلى، فيما أعلن رئيس أركان الجيش إيال زامير استعداده لتنفيذ صفقة إخراج نحو 200 مسلح من مدينة رفح جنوب قطاع غزة مقابل إعادة جثة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين المحتجزة منذ عام 2014.
الخطوات الإسرائيلية، رغم أنها تبدو كإجراءات إنسانية محدودة، تحمل رسائل ضغط واضحة على حماس، وتخضع لتأثيرات سياسية داخلية. القنوات الإسرائيلية، مثل القناة 12 وصحيفة يديعوت أحرونوت، أفادت أن أي مسار آمن للمقاتلين في حال تسليمهم أسلحتهم لن يتيح لهم الانتقال إلى مناطق خاضعة لحماس، بل سيبقى الخروج مشروطاً بالمطالب الإسرائيلية.
الولايات المتحدة تدخلت بشكل مباشر في جهود تسهيل انتقال المرحلة التالية من إطار وقف إطلاق النار وفق خطة الرئيس دونالد ترامب، لكن أي توافق أمريكي لم يغير موقف الحكومة الإسرائيلية الرافض لتخفيف القيود على المسلحين هذا يعكس استمرار استراتيجية إسرائيل العسكرية في غزة، القائمة على الحصار والضغط النفسي والميداني على المدنيين والمقاتلين معاً، ما يزيد معاناة السكان ويضع مزيداً من العقبات أمام أي مسعى لتحقيق تهدئة دائمة.
المحللون السياسيون يشيرون إلى أن موقف إسرائيل يعكس رغبة في تعزيز سيطرتها على المنطقة جنوب قطاع غزة، وإبقاء حماس تحت ضغط مستمر لضمان السيطرة على أي مفاوضات مستقبلية حول الأسرى والجثث، بينما يتحمل المدنيون الفلسطينيون العبء الأكبر من هذه السياسة.
في الوقت ذاته، فإن أي تسوية مع حماس مرتبطة بأهداف سياسية وعسكرية داخلية، وتأتي في ظل استمرار الأزمة الإنسانية التي يعانيها سكان رفح وقطاع غزة بشكل عام.
