هكذا تُدار حرية التعبير في الغرب.. فصل صحفي بسبب سؤال عن جرائم إسرائيل

2025.11.05 - 11:32
Facebook Share
طباعة

في واقعة تعكس حساسية الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل، أقالت وكالة الأنباء الإيطالية Agenzia Nova الصحفي غابرييل نونزياتي بعد أن طرح سؤالاً بسيطاً لكنه محرج في إحاطة للمفوضية الأوروبية: "هل ينبغي لإسرائيل أن تتحمل تكاليف إعادة إعمار قطاع غزة؟"
السؤال، الذي يعكس روح المساءلة المهنية، تحوّل إلى تهمة بـ"سوء فهم القانون الدولي"، في مشهد يسلّط الضوء على اتساع رقعة التضييق على حرية الصحافة في أوروبا كلما تعلق الأمر بانتقاد تل أبيب.

 

نونزياتي، الصحفي الإيطالي الذي عمل لسنوات في تغطية الشأن الأوروبي، قال لمجلة بوليتيكو إنه تلقّى "مكالمات متوترة من الإدارة خلال الأيام التي أعقبت الإحاطة الإعلامية"، قبل أن يُبلّغ رسميًا بإنهاء عقده في 27 أكتوبر.

إدارة الوكالة لم تُخفِ الأسباب، إذ أكدت في بيانها لـبوليتيكو أن السؤال الذي طرحه الصحفي "أظهر سوء فهم للمبادئ الأساسية للقانون الدولي".
لكن المراقبين اعتبروا التبرير غطاءً دبلوماسيًا لقرار سياسي، يهدف إلى تجنّب أي احتكاك مع إسرائيل أو المفوضية الأوروبية، في ظل تصاعد الانتقادات داخل القارة لموقف بروكسل المتواطئ مع العدوان الإسرائيلي على غزة.

البرلمانية الإيطالية آنا لورا أوريكو، عن حزب حركة النجوم الخمس، وصفت القرار بأنه "مخجل ومنافٍ لقيم الديمقراطية"، مضيفة في تصريحات نقلتها صحيفة إل فاتو كوتيديانو: "نعرب عن تضامننا الكامل مع نونزياتي وندعم كل من يدعو إلى الحقيقة والشفافية واحترام حرية الصحافة".

 

الحادثة وقعت على خلفية إحاطة إعلامية للمفوضية الأوروبية بتاريخ 13 أكتوبر، حين وجّه نونزياتي سؤاله الصريح حول مسؤولية إسرائيل عن تمويل إعادة إعمار غزة، في ضوء الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
المتحدث باسم المفوضية رفض حينها الرد على السؤال، ما أثار دهشة الصحفيين الحاضرين، قبل أن تتطور الواقعة لاحقًا إلى قرار بفصله.

منظمات حقوقية أوروبية، منها مراسلون بلا حدود، لم تعلّق رسميًا بعد، إلا أن ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي اعتبروا ما حدث "فضيحة أخلاقية" تعبّر عن ازدواجية المعايير في التعامل مع حرية التعبير داخل أوروبا، التي تدّعي الدفاع عنها بينما تُقصي الأصوات المنتقدة لإسرائيل.

 

تأتي هذه الحادثة في سياق أوروبي محتقن، حيث تتزايد الضغوط على الإعلاميين والأكاديميين المناهضين لسياسات إسرائيل، لا سيما بعد تصاعد المجازر في غزة وتنامي الدعوات لمحاسبة تل أبيب على جرائم الحرب.
وكانت تقارير إعلامية قد أشارت مؤخرًا إلى حالات طرد أو تعليق عمل لعدد من الصحفيين في فرنسا وألمانيا وبريطانيا بسبب منشورات أو تصريحات تدعم الفلسطينيين.

بينما يُطرح سؤال نونزياتي اليوم بوصفه “غير مهني”، يرى كثيرون أنه السؤال الأهم في جوهره:
من سيدفع ثمن الدمار في غزة — الضحية أم من تسبب في الكارثة؟
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3