أعلن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير معارضته لترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم في الوقت الراهن، مؤكداً أن سوريا لا تزال تعاني من آثار الحرب، وأن عودة اللاجئين إليها لا يمكن أن تتم قبل تحقق الظروف الآمنة والمستقرة.
جاءت تصريحات شتاينماير خلال زيارته الرسمية إلى غانا، حيث قال إن من يقف أمام أنقاض الحرب ويشعر بالرعب لا يمكن أن يُطلب منه العودة ببساطة، مشدداً على ضرورة تفهم مخاوف اللاجئين السوريين.
استند في موقفه إلى خبرته السابقة كوزير للخارجية، مضيفاً: "لقد شاهدت خلال عملي مناطق دمرتها الحروب والكوارث، وأعلم جيداً ما يعنيه فقدان مقومات الحياة الأساسية".
وأشار الرئيس الألماني إلى أن القرار النهائي بشأن سياسات اللجوء والترحيل هو من صلاحيات الحكومة، لكنه عبّر عن ثقته في أن برلين ستتخذ القرار المناسب بما يوازن بين الأمن القومي والالتزامات الإنسانية التي قطعتها ألمانيا على نفسها.
يأتي هذا الموقف في خضم جدل داخلي أثارته تصريحات المستشار فريدريش ميرتس، الذي لوّح مطلع نوفمبر بإمكانية ترحيل اللاجئين السوريين بحجة انتهاء الحرب في بلادهم، الأمر الذي قوبل بانتقادات من المنظمات الحقوقية والأحزاب المعارضة التي حذّرت من التسرع في اتخاذ مثل هذه القرارات.
ويُذكر أن ألمانيا تستضيف ما يقرب من 700 ألف لاجئ سوري منذ عام 2015، وقد تبنت خلال السنوات الماضية سياسات اندماج ودعم إنساني اعتبرتها مثالاً أوروبياً في إدارة ملف اللجوء. ومع استمرار الخلاف السياسي حول تقييم الوضع في سوريا، يرى مراقبون أن موقف شتاينماير يمثل تذكيراً بأولوية البعد الإنساني في السياسات الألمانية، في وقت يتصاعد فيه الخطاب الشعبوي ضد اللاجئين داخل أوروبا.