في تصريح يعكس تصدّعًا داخل الطبقة السياسية الإسرائيلية حول طبيعة العلاقة مع واشنطن، وصفت عضو الكنيست عن حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف ليمور سون هار ميلخ إسرائيل بأنها فقدت جزءًا من استقلالها السياسي، معتبرة أن الدولة باتت "محمية أمريكية" تخضع لإملاءات البيت الأبيض، على حساب مصالحها الوطنية.
انتقادات حادة للتبعية السياسية لواشنطن
وفي مقابلة مع موقع واينت العبري، قالت سون هار ميلخ:"كثيرًا ما تخلينا عن مصالحنا في سبيل محاولة الظهور كجزء من الولايات المتحدة، وأنا أرى أن هذا النهج أفقدنا استقلالنا السياسي."
وأضافت أنها لم تشارك في احتفالات استقبال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أثناء زيارته لإسرائيل، قائلة: "أنا قلقة للغاية من هذا الوضع الذي تفقد فيه دولة إسرائيل سيادتها تدريجيًا."
ويأتي هذا التصريح في وقتٍ تتزايد فيه مؤشرات التوتر داخل الائتلاف اليميني المتطرف، مع شعور بعض نوابه بأن الدعم الأمريكي المشروط لإسرائيل في حربها على غزة بدأ يتحول إلى "ضغط سياسي" يقيّد قرارات الحكومة، خاصةً في ما يتعلق باستخدام القوة المفرطة أو مشاريع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
دعم مطلق لقانون إعدام الأسرى الفلسطينيين
وفي سياقٍ متصل، أعلنت سون هار ميلخ دعمها الكامل لمشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين الذي يروّج له وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، معتبرة أنه "قانون واضح ولا لبس فيه".
ولدى سؤالها إن كان القانون سيشمل أيضًا اليهود الذين ينفذون عمليات ضد فلسطينيين، أجابت:
"إذا وجد مثل هؤلاء، فالإجابة نعم. أي شخص يضر بدولة إسرائيل أو ينكرها كدولة للشعب اليهودي يجب أن يُحاسب. لا يوجد في الواقع شيء اسمه إرهابيون يهود، ولكن إن وُجد من تنطبق عليه هذه الصفة فالقانون سيشمله دون استثناء."
ويُعدّ هذا القانون من أكثر التشريعات إثارةً للجدل في إسرائيل، إذ يلقى رفضًا واسعًا من منظمات حقوقية وحتى من داخل المؤسسة العسكرية، التي ترى أن تطبيقه ضد الأسرى الفلسطينيين "سيدفع المنطقة إلى مزيدٍ من العنف والانتقام المتبادل".
استعادة القرار السياسي "المستقل"
وفي ختام حديثها، شددت سون هار ميلخ على أن إسرائيل يجب أن تستعيد سيادتها واستقلال قرارها السياسي، وألا تسمح لأي طرف خارجي، مهما كانت العلاقة وثيقة به، بأن "يفرض عليها رؤيته أو أولوياته على حساب المصلحة الوطنية الإسرائيلية"، على حد قولها.
تصريحات سون هار ميلخ تكشف جانبًا من الانقسام الداخلي المتنامي داخل إسرائيل، حيث باتت العلاقة مع الولايات المتحدة – الحليف الاستراتيجي الأول – محور خلاف بين جناح يرى في واشنطن "حاميًا ضروريًا" لاستمرار الدعم العسكري والسياسي، وآخر يعتبرها قيدًا على المشروع الصهيوني التوسعي.
كما تأتي هذه التصريحات في لحظةٍ حساسة تشهد فيها إسرائيل عزلة دولية متزايدة بسبب مجازرها في غزة، وضغوطًا أمريكية متصاعدة لضبط سلوكها العسكري والسياسي.
وبينما يحاول اليمين المتطرف بقيادة بن غفير وسموتريتش تأكيد "الاستقلال الإسرائيلي"، يرى مراقبون أن ما يحدث في الواقع هو تآكل متسارع لسيادة القرار الإسرائيلي أمام رغبة واشنطن في تهدئة الصراع وحماية مصالحها الإقليمية.