سويون ينتفضون ضد رفع أسعار الكهرباء.. والوزارة توضح!
شهدت مدينة سلمية في ريف حماة، اليوم الاثنين، احتجاجات شعبية أمام مؤسسة الكهرباء، احتجاجًا على قرار رفع أسعار الكهرباء الذي أثار استياء واسعًا بين المواطنين. الوقفة، التي نظّمتها هيئة العمل المدني الديمقراطي، شارك فيها عشرات المواطنين رافعين لافتات تحمل شعارات مثل: "الكهربا حقنا مو رفاهية"، و"المواطن مطفي من الغلا"، و"ما بدنا ظلام.. بدنا عدل بالأسعار".
هتافات الغضب: بين الظلام والعدالة
وردّد المشاركون هتافات تعكس حدة الغضب الشعبي، منها: "يا للعار يا للعار.. حق المواطن دولار"، و"ما رح ندفع.. دعم الدولة لازم يرجع"، إضافةً إلى مطالب عامة بحق الكهرباء والخبز والحرية. بعض المحتجين انتقدوا الحكومة مباشرة، مردّدين: "حكومة عار.. باعوا الثورة والثوار"، و"نريد حكومة كفاءات.. لا حكومة الأمراء والمشايخ".
الواقع بين الغضب والموضوعية
وعبرت ريم ع، إحدى المشاركات، عن استيائها قائلة: "الناس لا تجد ما تأكله، ومع ذلك تزيد الحكومة الأعباء عليها، وتوهم الجميع بأنها ستجعل البلاد جنة".
من ناحية أخرى، شددت ريهام القطريب على أهمية تفهم الواقع الاقتصادي، مؤكدة أن الحكومة بحاجة لإعادة قراءة حالة المواطنين، وتوضيح تفاصيل القرار بشكل دقيق، بالإضافة إلى تنظيم عمل المعامل لضمان التوازن المطلوب. وأضافت: "نُدرك أن الحكومة الجديدة استلمت البلاد في ظروف صعبة جدًا، لكنها بحاجة إلى إعادة النظر في واقع المواطن بدقة".
وزارة الطاقة: الإصلاح ضرورة وليس رفاهية
وفي المقابل، أوضح عبد الحميد سلات، مدير دائرة الإعلام في وزارة الطاقة السورية، أن تعديل التعرفة يأتي في إطار خطة إصلاحية لضمان استمرارية الخدمة ومنع انهيار المنظومة الكهربائية، مؤكداً أن الهدف ليس زيادة الأعباء على المواطنين.
بدوره، أكد خالد أبو دي، مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، أن رفع الأسعار لا يعني إلغاء الدعم، بل يهدف إلى تحقيق توازن مالي يحافظ على استمرارية الخدمة وتحسين التوليد، مع بقاء الشريحة الأولى من الاستهلاك مدعومة بنسبة 60 بالمئة.
التعرفة الجديدة: تفاصيل وأسعار
وأوضح أبو دي أن الشريحة الأولى، حتى 300 كيلو واط ساعي، ستُحتسب بـ 600 ليرة سورية للكيلو واط الواحد، أما الشريحة الثانية، فوق هذا الحد، فتُحتسب بـ 1400 ليرة للكيلو واط، وفق معدل وسطي للاستهلاك المنزلي خلال دورة شهرين. وأضاف أن التعرفة الصناعية لم تتغير، حيث بقيت عند 15 سنتًا للكيلو واط الساعي، مع استمرار الإعفاء من الرسوم السابقة البالغة 21.5٪.
وأشار إلى أن الزيادة ستساعد على تحسين الخدمة، وتأمين مواد التوليد مثل الغاز والفيول، ورفع كمية التوليد من 2200 ميغاواط إلى 3800 ميغاواط خلال الفترة المقبلة، داعيًا المشتركين للترشيد واستخدام الطاقة الشمسية عند الإمكان.
العدادات الذكية: خطوة نحو الحد من الفاقد
أعلن أبو دي بدء إجراءات مناقصة لاستجرار عدادات مسبقة الدفع، والتي ستبدأ عملية تركيبها على مراحل تمتد من 3 إلى 4 سنوات، لتشمل جميع المحافظات. وستتيح العدادات الذكية متابعة الاستهلاك بدقة، وتقليل الحاجة للقراءات الميدانية، ما يسهم في الحد من الاستجرار غير المشروع.
كما أشار إلى أن التعرفة الجديدة تُطبق اعتبارًا من 1 تشرين الثاني 2025، مع إمكانية متابعة الاستهلاك عبر تطبيق إلكتروني لضمان الشفافية والدقة.
ارتفاع الأسعار يضرب قطاع الدواجن
يشكل رفع أسعار الكهرباء تحديًا كبيرًا لقطاع الدواجن في سوريا، بعد فترة من الركود والخسائر. وفق نزار سعد الدين، رئيس لجنة الدواجن المركزية، فإن التكاليف ارتفعت بنحو 37٪، ما يهدد الإنتاج ورفع أسعار البيض والفروج، ويزيد من الضغوط على الأمن الغذائي.
وأشار إلى أن وزارة الطاقة خفضت التعرفة للصناعيين لكنها استثنت القطاع الزراعي، رغم أن الدواجن تشغل نحو 14٪ من السكان، وتشكل مصدرًا مهمًا للوظائف. وحذر من أن استمرار ارتفاع تكاليف الكهرباء سيزيد الضغوط مع اقتراب فصل الشتاء.
