عملية أميركية وشيكة في سوريا.. وتحذيرات للعراق
كشف وزير الدفاع العراقي، ثابت العباسي، عن تلقي بلاده بلاغاً رسمياً من واشنطن بشأن عملية عسكرية أميركية مرتقبة داخل الأراضي السورية، وذلك في إطار ما يبدو أنه تحرك جديد للقوات الأميركية ضد أهداف محددة شرقي سوريا.
العباسي أوضح أن نظيره الأميركي، بيت هيغسيت، أجرى اتصالاً هاتفياً معه قبل نحو عشرة أيام، استمر أكثر من عشر دقائق، بحضور كبار قادة الجيش العراقي، بينهم رئيس الأركان ونائب قائد العمليات المشتركة ومعاون القائد ومدير الاستخبارات العسكرية.
وقال الوزير العراقي إن الجانب الأميركي أبلغه بوجود "عمليات عسكرية وشيكة" ستجريها قوات الولايات المتحدة في المنطقة، مشيراً إلى أن وزير الدفاع الأميركي شدّد على ضرورة عدم تدخل الفصائل المسلحة العراقية أو محاولة الاقتراب من مناطق الاشتباك.
ورغم أن المسؤول الأميركي لم يقدم تفاصيل دقيقة حول طبيعة العملية أو توقيتها، فإن تحذير واشنطن للعراق من تدخل الفصائل يُعد مؤشراً على حساسية المهمة العسكرية، التي يُعتقد أنها قد تستهدف مواقع لفصائل موالية لإيران أو خلايا لتنظيم "داعش" في المناطق الحدودية بين العراق وسوريا.
وأضاف العباسي أن الوزير الأميركي اكتفى بالتحذير من أي تحرك ميداني من جانب الفصائل العراقية، مؤكداً أن "رد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيكون حازماً في حال تم تجاوز الخطوط المرسومة"، على حد وصفه.
وفي الأشهر الماضية، كثفت القوات الأميركية من عملياتها الأمنية والعسكرية في الداخل السوري، خاصة في أرياف الحسكة ودير الزور، حيث نفذت بالتعاون مع "قوات سوريا الديمقراطية" سلسلة مداهمات استهدفت خلايا تابعة لتنظيم "داعش"، وأسفرت عن مقتل واعتقال عدد من عناصر التنظيم.
لكن التقديرات الميدانية تشير إلى أن العملية الجديدة قد تتجاوز نطاق مكافحة الإرهاب التقليدي، وربما تحمل رسالة مزدوجة لإيران والفصائل الموالية لها.
في المقابل، لم تصدر الحكومة العراقية حتى الآن أي بيان رسمي حول فحوى الاتصال أو موقفها من التحركات الأميركية المحتملة، إلا أن تصريحات وزير الدفاع تشير إلى رغبة بغداد في تجنّب أي تصعيد مع الجانب الأميركي، خصوصاً في ظل الضغوط السياسية الداخلية التي تواجهها الحكومة بسبب نشاط الفصائل المسلحة.
