تأهب شمال إسرائيل.. المخابرات تزعم "نشاطاً مكثفاً" لحزب الله بدعم إيراني

2025.11.03 - 11:24
Facebook Share
طباعة

تشهد الحدود اللبنانية – الإسرائيلية توتراً متصاعداً خلال الأيام الأخيرة، وسط تبادل الاتهامات بين تل أبيب وحزب الله، وتحذيرات غربية من انزلاق المنطقة إلى مواجهة عسكرية جديدة، في ظل استمرار القصف الإسرائيلي وتنامي الحديث عن "تحركات مريبة" داخل الأراضي اللبنانية.

 

بحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية، رفعت قوات الاحتلال مستوى جاهزيتها في الشمال، على خلفية ما تصفه بـ"تحركات غير اعتيادية" لحزب الله داخل لبنان. وتشير تقارير استخباراتية إسرائيلية إلى أن الحزب يعمل على إعادة بناء وحداته القتالية، خصوصاً "قوات الرضوان" – النخبة العسكرية التابعة له – التي فقدت عدداً كبيراً من قادتها خلال المواجهات مع إسرائيل العام الماضي.

وتزعم المخابرات الإسرائيلية أن حزب الله يقوم بتشييد منظومات دفاعية جديدة شمال نهر الليطاني، وفي مناطق البقاع وجنوب بيروت، كما يحاول استعادة الأسلحة التي كانت مدفونة في مواقع تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية.

 

خلال الأسابيع الأخيرة، نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف في الجنوب، استهدفت – وفق روايتها – جرافات وحفارات يُعتقد أنها تُستخدم في عمليات حفر أو إنشاء تحصينات تابعة للحزب. واعتبرت تل أبيب أن هذه التحركات تمثل خرقاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701 الذي يحظر أي نشاط مسلح لحزب الله جنوب الليطاني.

وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن الجيش "يعمل بوتيرة عالية لإحباط إعادة تأهيل القدرات العسكرية للحزب"، مؤكداً أن "وتيرة الهجمات قد تتصاعد إذا استمرت التهديدات من الجانب اللبناني".

 

في المقابل، واصل المسؤولون الإسرائيليون إطلاق التهديدات تجاه حزب الله، إذ جدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تحذيراتهما بأن "إسرائيل لن تسمح بتهديد سكان الشمال"، في إشارة إلى المناطق الحدودية التي شهدت نزوحاً واسعاً في الشهور الماضية.

وتزامن هذا التصعيد مع تحركات دبلوماسية أميركية للضغط على الحكومة اللبنانية من أجل "ضبط نشاط حزب الله ونزع سلاحه"، في ظل تزايد القلق الغربي من توسع رقعة المواجهة في حال اندلاع حرب شاملة على الجبهة الشمالية لإسرائيل.

 

مع اقتراب نهاية العام – وهي المهلة التي حدّدتها تل أبيب لما تسميه "نزع سلاح الحزب" – يتخوف مراقبون من أن تشهد المنطقة تصعيداً قد يعيدها إلى أجواء المواجهة المفتوحة. فلبنان الذي يرزح تحت أزماته السياسية والاقتصادية، قد يجد نفسه في مواجهة جديدة لا يملك مقوماتها، فيما تستعد إسرائيل لاحتمال فتح جبهة ثانية إلى جانب حربها المستمرة في غزة.

ويرى محللون أن أي تصعيد شمالاً قد يكون بمثابة اختبار إقليمي جديد، يضع لبنان أمام معادلة معقدة بين الضغوط الدولية، وموقع حزب الله كقوة داخلية وإقليمية متشابكة المصالح مع طهران ودمشق.


المشهد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية يبدو مفتوحاً على احتمالات متعددة، بين استمرار المناوشات المحدودة، أو انزلاق الطرفين إلى مواجهة أوسع. ومع غياب أي مسار تفاوضي فعّال، يظل خطر الانفجار الشامل قائماً، ما يهدد بإشعال جبهة شمالية جديدة في المنطقة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2