نتنياهو أمام أخطر أزمة داخلية وخارجية: أربع جبهات تشتعل وصورة إسرائيل تتصدع

2025.11.02 - 04:04
Facebook Share
طباعة

في لحظة يصفها المراقبون بأنها الأخطر منذ حرب أكتوبر، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر كلمته في الاجتماع الأسبوعي لحكومته، أن يمسك بخيوط أزمة متعددة الاتجاهات، تجمع بين فضيحة داخلية تضرب سمعة الجيش، وتصعيد عسكري على أربع جبهات متزامنة.

فبعد انتشار فيديوهات من معتقل سديه تيمان الذي يُستخدم لاحتجاز فلسطينيين من غزة، قال نتنياهو إن ما حدث في القاعدة ألحق ضررًا بالغًا بصورة إسرائيل وجيشها، معتبرًا الحادثة "أخطر هجوم دعائي" تواجهه الدولة منذ قيامها، ومطالبًا بتحقيق مستقل لا يخضع لأي جهة عسكرية.
بهذا التصريح، حاول رئيس الوزراء أن يقدّم نفسه في موقع المسؤول، لا المدافع، في ظل اتهامات داخلية له بالتغطية على تجاوزات الجيش وتفشي الفوضى في إدارة الحرب الإعلامية.

الجبهات الأربع... معركة بلا أفق سياسي

تحدث نتنياهو عن أربع جبهات قال إنها تمثل محاور المواجهة مع "محور الشر الإيراني".
في غزة، وصف حماس بأنها "ظل لما كانت عليه"، لكنه أقر بأنها ما زالت تحاول التعافي، محددًا أربع أولويات لبلاده: استعادة الرهائن، القضاء على جيوب حماس في رفح وخان يونس، حماية القوات الإسرائيلية، وتجريد القطاع من السلاح.
ورغم نبرة الحسم، فإن هذه الأهداف تعكس مأزقًا عسكريًا ممتدًا، فعمليات "التطهير" في غزة لم تحقق السيطرة الكاملة رغم مرور أكثر من عام على الحرب.

أما جبهة لبنان فبقيت مصدر القلق الأكبر، إذ أكد نتنياهو أن حزب الله يتعرض لضربات متواصلة، لكنه يعيد تنظيم صفوفه ويحاول إعادة التسليح. وطالب الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الحزب، ملوّحًا باستخدام "حق الدفاع" وفق شروط وقف إطلاق النار.
لكن رسائله هنا موجّهة بالأساس إلى الداخل الإسرائيلي، في محاولة لتثبيت صورة الزعيم الحازم في مواجهة انتقادات المؤسسة العسكرية التي تخشى انزلاقًا إلى حرب شاملة مع لبنان.

في اليمن، قلّل من حجم الخطر الظاهري، لكنه حذر من قدرة الحوثيين على إنتاج الصواريخ الباليستية، وارتباطهم بإيران، في مؤشر إلى اتساع مفهوم "التهديد الإيراني" ليشمل مناطق خارج دائرة الصراع التقليدي.

أما الجبهة الرابعة فتبقى الداخل الإسرائيلي نفسه، حيث تتصاعد الشكوك حول أداء الحكومة وملفات الفساد والتقصير الأمني، ما يجعل خطاب نتنياهو أقرب إلى حملة دفاعية داخلية منه إلى عرض قوة خارجية.

رسالة للداخل.. وخطة إنقاذ سياسي

اختتم نتنياهو كلمته بإعلان تخصيص 360 مليون شيكل لبناء برج استشفاء محصّن في مستشفى سوروكا ببئر السبع، في محاولة لربط الحرب بمشروع تنموي يرمز إلى "بناء الوطن".
لكن هذا الإعلان بدا رسالة تهدئة للرأي العام، أكثر منه خطوة استراتيجية، خاصة مع اقتراب اجتماع الكابينيت يوم الخميس لمناقشة ملفي غزة ولبنان، حيث ينتظر نتنياهو مواجهة جديدة مع قادة الجيش وحلفائه المنقسمين حول مستقبل العمليات.

بهذا المشهد، يظهر أن إسرائيل تواجه أخطر اختبار سياسي وعسكري في تاريخها الحديث، بين تآكل الصورة الأخلاقية في الداخل، وتزايد المخاطر على الحدود، وغياب أي أفق لوقف دوامة الحرب التي قد تتحول إلى صراع مفتوح على كل الجبهات. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 1