الأونروا تحذر: موسم الزيتون هذا العام هو الأخطر على الفلسطينيين منذ 12 عاماً
تشهد الضفة الغربية موجة غير مسبوقة من اعتداءات المستوطنين، وصفتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بأنها الأعلى منذ أكثر من 13 عامًا، في وقت تتزايد فيه المخاوف من أن يكون هذا التصعيد جزءًا من سياسة تهدف إلى توسيع السيطرة الإسرائيلية على الأرض وإجبار الفلسطينيين على النزوح.
وذكرت "الأونروا" في أحدث تقاريرها أن شهر أكتوبر الماضي سجّل أعلى معدل لهجمات المستوطنين منذ بدء التوثيق المنتظم لهذه الانتهاكات، مشيرة إلى أن معظم الاعتداءات تركزت في المناطق الزراعية خلال موسم قطف الزيتون، الذي يمثل مصدر الدخل الرئيسي لآلاف العائلات الفلسطينية.
الهجمات تنوعت بين رشق بالحجارة، وإطلاق نار مباشر، وحرق سيارات ومنازل وممتلكات، إضافة إلى اقتلاع أشجار الزيتون ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، في وقت وثّقت فيه منظمات محلية أكثر من 200 اعتداء خلال شهر واحد فقط.
وفي شمال الضفة، خاصة في جنين وطولكرم ومخيم نور شمس، تصاعدت عمليات الطرد القسري للفلسطينيين بالتزامن مع توسع الاستيطان ومصادرة الأراضي وأدى ذلك إلى نزوح مئات العائلات بعد تدمير منازلها أو مصادرتها لصالح مشاريع استيطانية جديدة، ضمن ما يبدو أنه محاولة ممنهجة لإحداث تغيير ديموغرافي تدريجي.
الأونروا أوضحت أن استمرار غياب الإجراءات الرادعة من قبل السلطات الإسرائيلية سمح بتفاقم الوضع، إذ غالبًا ما تُسجل الاعتداءات ضد مجهولين دون ملاحقة قانونية كما أن الدعم الذي يتلقاه المستوطنون من بعض الأحزاب اليمينية المتشددة في الحكومة الإسرائيلية يوفّر لهم غطاءً سياسياً لمواصلة الانتهاكات.
في المقابل، عبر سكان القرى والمناطق الريفية عن خشيتهم من فقدان أراضيهم بشكل دائم، مؤكدين أن موسم الزيتون هذا العام تحول إلى ساحة مواجهة مفتوحة، مزارعون من قرى نابلس يتعرضون يوميًا للتهديد والاعتداء خلال محاولاتهم الوصول إلى حقولهم، بينما تقف قوات الاحتلال على مقربة دون تدخل.
ويرى مراقبون أن تصاعد العنف في الضفة يعكس مرحلة جديدة من التصعيد الإسرائيلي، تتجاوز المواجهات العسكرية إلى محاولة فرض واقع ميداني يكرّس سيطرة المستوطنين على الأرض، في ظل انشغال العالم بما يجري في غزة واستمرار تراجع الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية.
