في تطور جديد بين واشنطن وحركة حماس، اتهمت القيادة الوسطى الأميركية الحركة بـ"نهب" شاحنات المساعدات الإنسانية في غزة، فيما سارعت حماس إلى نفي الاتهامات، ووصفتها بأنها "مزاعم مفبركة تفتقر للأدلة الميدانية" وتأتي في سياق "تغطية الانحياز الأميركي المستمر لإسرائيل".
القيادة الوسطى الأميركية نشرت مقطع فيديو قالت إنه صُور في 31 أكتوبر، يظهر – بحسب زعمها – عناصر من حماس يستولون على محتويات شاحنة كانت ضمن قافلة متجهة إلى سكان شمال خان يونس. وأوضحت أن مركز التنسيق في كريات جات تلقى بلاغاً من طائرة أميركية مسيرة من طراز "إم كيو 9" كانت تحلق فوق القافلة، يفيد بأن "المسلحين هاجموا السائق وسرقوا المساعدات والشاحنة".
أضافت القيادة في بيانها أن السائق جُرّ إلى منتصف الطريق وترك ممدداً على الأرض، مشيرة إلى أن حالته الصحية لا تزال مجهولة. واعتبرت أن الحادث يمثل "نمطاً متكرراً" من تصرفات الحركة التي تعيق – وفق قولها – جهود الإغاثة الدولية، محذرة من أن مثل هذه الأفعال قد تؤدي إلى "تعليق المساعدات الإنسانية" في بعض المناطق.
في المقابل، ردّت حماس ببيان مقتضب نفت فيه ما ورد في الرواية الأميركية، مؤكدة أن "الحركة لم ولن تتعرض لقوافل المساعدات، بل تشارك في تنظيم عمليات التوزيع وضمان وصولها للمحتاجين". ووصفت الفيديو الذي نشرته القيادة الوسطى بأنه "مفبرك ولا يعكس الواقع على الأرض"، متهمة واشنطن بـ"محاولة تبرير فشلها في الضغط على إسرائيل لوقف العدوان وإدخال المساعدات بشكل كافٍ".
وأشارت الحركة إن الاتهامات الأميركية تمثل "استمراراً للانحياز الأميركي الفجّ لصالح الاحتلال، ومحاولة لتشويه صورة المقاومة أمام المجتمع الدولي".
من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حماس إلى "إلقاء السلاح ووقف نهب المساعدات"، معتبراً أن "غزة لن تتمكن من بناء مستقبل أفضل طالما استمرت المساعدات في خدمة أجندات سياسية أو عسكرية".
تأتي هذه التطورات في ظل الهدنة بين حماس وإسرائيل، التي يرافقها توتر متصاعد في الملف الإنساني داخل القطاع، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف حول تعطيل وصول الإغاثة إلى السكان المدنيين.