حماس تعرض خطة شاملة للتعامل مع رفات الأسرى
بعد إعلان إسرائيل أن 3 رفات تسلمتها من قطاع غزة لا تعود لأي من المحتجزين، عرضت كتائب القسام التابعة لحركة «حماس» انتشال كل جثامين الأسرى الإسرائيليين المتبقية داخل الخط الأصفر مرة واحدة، شريطة توفير المعدات والطواقم اللازمة.
يأتي ذلك في إطار سعي الحركة لإنهاء ما يعرف بـ«ملف الجثامين» الذي أثار توتراً متجدداً بين الطرفين.
وقالت «القسام» إن طواقمها جاهزة للعمل على استخراج الجثث في وقت متزامن وفي كل المواقع، مع طلبها من الوسطاء واللجنة الدولية للصليب الأحمر تجهيز المعدات اللازمة وذكرت الحركة أن الثلاثة جثث التي سُلّمت مؤخرًا لم تكن مؤكدة الهوية، إذ رفض الجيش الإسرائيلي استلامها بعد أن كشف التحليل الجنائي أنها لا تعود لأي من الرهائن الإسرائيليين.
من جانبها، وصفت إسرائيل تصرف «حماس» بأنه محاولة لكسب الوقت، معتمدة على الجثامين كورقة مساومة في المفاوضات الجارية حول إعادة إعمار القطاع والإدارة المدنية فيه وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الجثث المتبقية في غزة تبلغ 11 جثة، فيما سلمت الحركة بعد وقف الحرب 20 محتجزاً حياً و17 جثة، بينما لا تزال بعض الجثث في حالة تهتك شديد بفعل التعذيب ودفنها لفترات طويلة.
وتشير التطورات إلى أن تقديم القسام لهذا العرض قد يفتح المجال أمام إنهاء ملف الجثامين بطريقة منظمة، شرط توافر المعدات والطواقم الفنية وفي الوقت نفسه، قد يؤدي أي تأخير أو رفض من إسرائيل إلى تجدد التوتر، بما في ذلك إمكانية تعليق جولات الصليب الأحمر أو استغلال الملف كورقة ضغط في المفاوضات المستقبلية.
ويطرح هذا السيناريو ثلاثة احتمالات: الأول، تسليم جميع الجثث المتبقية دفعة واحدة بعد تجهيز المعدات، ما قد يساهم في تعزيز الثقة بين الأطراف؛ الثاني، استمرار التسليم الجزئي مع مزيد من التأخير، ما قد يشعل خلافات جديدة؛ الثالث، استخدام الملف كورقة ضغط طويلة الأمد في المفاوضات، ما قد يؤخر أي تقدم في إعادة إعمار القطاع والإدارة المدنية.
يظل ملف الجثامين أحد أبرز الملفات الإنسانية العالقة في قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، ويعكس حجم التحديات أمام جهود الوساطة الدولية لضمان التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار وإعادة تنظيم الإدارة المدنية في القطاع، وفق مصدر فلسطيني مطلع على الموضوع لـ«الشرق الأوسط».
