توم باراك يقرع ناقوس الخطر: لا وقت أمام لبنان وحصر السلاح بات أولوية أمريكية

2025.11.01 - 04:13
Facebook Share
طباعة

تصاعدت اللهجة الأمريكية تجاه لبنان مجددًا، مع تحذير مبعوث واشنطن توم باراك من أن "الوقت ينفد أمام الدولة اللبنانية"، مطالبًا بحصر السلاح بيدها سريعًا، في إشارة مباشرة إلى "حزب الله". تصريحات باراك جاءت خلال منتدى حوار المنامة، في وقت يعيش فيه الجنوب اللبناني على وقع غارات إسرائيلية شبه يومية، رغم وقف إطلاق النار المعلن منذ نهاية عام 2024، ما يشي بمرحلة جديدة من الضغط الأمريكي – الإسرائيلي المتزامن على بيروت.

 


قال المبعوث الأمريكي توم باراك إن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق حدودي مع لبنان، معتبرًا أنه من غير المعقول استمرار القطيعة بين الجانبين. وأكد أن على "الدول المجاورة لإسرائيل التوصل إلى حلول لمسائل الحدود"، في إشارة لضرورة تسوية الملفات المعلقة عبر المفاوضات.

لكن المبعوث الأمريكي شدد في الوقت ذاته على أن "إسرائيل تقصف الجنوب يوميًا لأن سلاح حزب الله ما زال موجودًا"، معتبرًا أن آلاف الصواريخ المنتشرة في الجنوب تشكل تهديدًا مباشرًا لتل أبيب. وأضاف: "لا وقت أمام لبنان، وعليه حصر السلاح سريعًا"، محذرًا من أن إسرائيل قد ترد داخل الأراضي اللبنانية "وفقًا للتطورات الميدانية".

تأتي هذه التصريحات وسط توتر متصاعد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية منذ أسابيع، إذ كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته داخل الأراضي اللبنانية، رغم اتفاق التهدئة الذي أنهى المواجهات الواسعة أواخر العام الماضي. وتشير مصادر لبنانية إلى أن الغارات الأخيرة طالت مناطق قريبة من النبطية ومارون الراس، وألحقت أضرارًا في البنية التحتية المدنية.

وفي بيروت، قال رئيس الحكومة نواف سلام إن بلاده تسعى إلى حشد كل الإمكانات السياسية والدبلوماسية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدًا أن "حصر السلاح ليس شعارًا بل قرار لا تراجع عنه". كما أوعز الرئيس اللبناني جوزيف عون، وللمرة الأولى منذ توليه الرئاسة، إلى الجيش بالتصدي لأي توغل إسرائيلي في الأراضي المحررة جنوبي البلاد، في إشارة إلى توجه رسمي جديد نحو استعادة المبادرة الميدانية.

من جهته، رد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على المواقف الأمريكية، معتبرًا أن واشنطن "ليست وسيطًا نزيهًا بل راعية للعدوان الإسرائيلي وتوسعه"، محذرًا من أن لبنان يواجه "خطرًا حقيقيًا بسبب التوحش الأمريكي والتوغل الإسرائيلي".
وأكد قاسم أن "موقف رئيس الجمهورية مسؤول"، لكنه دعا الحكومة إلى وضع خطة واضحة تمكّن الجيش من التصدي للعدوان، وحمّلها مسؤولية حماية السيادة ووقف الخروقات.

 


يأتي الموقف الأمريكي الأخير امتدادًا لتحركات دبلوماسية تقودها إدارة بايدن منذ مطلع الخريف، بهدف احتواء التوتر على الحدود الشمالية لإسرائيل، بالتوازي مع المفاوضات الجارية في الملف الغزّي. لكن لهجة توم باراك بدت هذه المرة أكثر ضغطًا على بيروت، ما يثير تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للقبول بصيغة جديدة تعيد رسم معادلة القوة في الجنوب.

في المقابل، يُقرأ تحرك الرئيس عون وتكليف الجيش بالرد على التوغلات بوصفه محاولة لإعادة التوازن بين الشرعية الرسمية وسلاح المقاومة، في ظل ضغوط دولية لإعادة هيكلة الأمن اللبناني بما يتماشى مع القرار 1701.

ويرى مراقبون أن لبنان يقف اليوم بين مطرقة التحذيرات الأمريكية وسندان الغارات الإسرائيلية، فيما تتواصل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيق أي قرار وطني جامع حول مستقبل العلاقة مع "حزب الله" ودوره الدفاعي.

 

بين دعوات واشنطن لحصر السلاح وتهديدات إسرائيل بردود "وفق التطورات"، يواجه لبنان مرحلة مفصلية ستحدد شكل توازن القوى في الجنوب وربما مصير التهدئة على حدوده. فبين خطاب توم باراك وبيان نعيم قاسم، يبدو أن الجنوب اللبناني مجددًا على حافة اختبار سياسي – أمني جديد، قد يحدد مستقبل الصراع الإقليمي الممتد من غزة إلى بيروت.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1