كيف تؤثر حرب غزة على جنود الاحتياط الإسرائيلي؟

2025.10.30 - 03:51
Facebook Share
طباعة

يعاني جنود الاحتياط الإسرائيليون الذين شاركوا في حرب غزة من اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، ما يجعل العودة إلى سوق العمل صعبة للغاية.
دراسة حديثة أجرتها جمعية "نتال"، المختصة بدعم مصابي الصدمات النفسية، شملت 626 جندياً من جنود الاحتياط الذين طلبوا المساعدة، أظهرت أن أكثر من نصفهم لم يتمكنوا بعد من الاستمرار في وظيفة واحدة أو الاندماج بشكل كامل في سوق العمل.

وفقًا للجمعية، بين المشاركين من حملة التعليم الأكاديمي، يواجه 30% صعوبة في استكمال الدراسة أو العودة إلى العمل، بينما ارتفعت نسبة الذين تحسن وضعهم المهني بعد عملية الدعم النفسي من 17% عند البداية إلى 48% في نهايتها، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف، لكنها لا تزال تشير إلى وجود فجوة كبيرة في التعامل مع آثار الصدمة الطويلة الأمد.

محاولات الانتحار وارتفاع المخاطر:

تشير بيانات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن 279 جندياً حاولوا الانتحار بين يناير 2024 ويوليو 2025، منها 33 محاولة خطيرة كانت يمكن أن تؤدي إلى وفاة أو إصابة جسيمة ومن 2017 حتى يوليو 2025، انتحر 124 جندياً، منهم 68% من الخدمة الإلزامية، و21% من الاحتياط الفعّال، و11% من الخدمة الدائمة.

بين 2017 و2022، شكّل جنود الوحدات القتالية بين 42% و45% من إجمالي حالات الانتحار، في عام 2023 انخفضت النسبة إلى 17%، ثم قفزت إلى 78% في 2024، بعد حرب غزة، ما يعكس التأثير النفسي العميق للنزاع الأخير على جنود الاحتياط.

كما أن البيانات تظهر أن 83% من الجنود المنتحرين لم يتلقوا أي متابعة نفسية خلال الشهرين السابقين لمحاولة الانتحار، مما يسلط الضوء على فجوة كبيرة في الرعاية الصحية النفسية.

التأثير على المجتمع وسوق العمل:

تتجاوز آثار الصدمات النفسية الجنود، لتطال الأسر والمجتمع الإسرائيلي العزلة، البطالة، والتقلبات النفسية تؤثر على قدرة الجنود على الإنتاج والمساهمة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وتزيد الضغوط على الأسر والمجتمعات المحلية.

توضح جمعية "نتال" أن الدعم النفسي المبكر يحسن الحالة المهنية والاجتماعية للجندي، لكنه لا يغني عن برامج وطنية متكاملة لمعالجة آثار الصدمة طويلة الأمد، تشمل الدعم النفسي، التأهيل المهني، وإعادة الدمج في سوق العمل.

دعوات الجيش إلى العناية بالصحة النفسية:

أكد رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، أن الصحة النفسية تمثل أولوية قصوى، داعياً القادة العسكريين إلى متابعة الجنود بدقة وتشخيص حالات الصدمة مبكرًا وأوضح أن هناك آلاف الجنود الذين يتلقون علاجاً نفسياً، وأن التدخل المبكر أنقذ حياة العديد منهم، داعياً الجنود إلى عدم التردد في طلب المساعدة، مع التركيز على أهمية الوعي بالصدمات النفسية في جميع الوحدات العسكرية.


تشير الإحصاءات إلى أن آثار حرب غزة لم تقتصر على القتلى والدمار المادي، بل امتدت إلى الجنود أنفسهم، حيث أظهرت البيانات ارتفاعاً ملحوظاً في اضطرابات ما بعد الصدمة ومحاولات الانتحار بين الاحتياطيين، وتأثير ذلك على المجتمع بأكمله. وتبرز الحاجة إلى استراتيجيات وطنية متكاملة لتقديم الدعم النفسي، التأهيل المهني، وحماية الجنود والمجتمع من التداعيات الطويلة الأمد للحروب المستقبلية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1