تحليق مسيرات إسرائيلية فوق ضاحية بعبدا قرب مقر الرئيس عون

2025.10.30 - 03:17
Facebook Share
طباعة

تصاعد التوتر في جنوب لبنان بعد غارات جوية إسرائيلية على محيط بلدة العيشية، مسقط رأس الرئيس اللبناني جوزيف عون، بالتزامن مع اجتماعه مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل وقد تكلف الجيش بمهمة التصدي لأي توغل إسرائيلي في المناطق الجنوبية، في خطوة اعتُبرت ردًا مباشرًا على التحركات الإسرائيلية المستمرة والتي توضح سعي إسرائيل لتوسيع نطاق استهدافها نحو مناطق ذات رمزية سياسية واستراتيجية.

أفادت مصادر محلية لوسائل الإعلام بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية جدّدت غاراتها على مناطق الجرمق - المحمودية، واستهدفت الأطراف الشرقية لسهل الميدنة في كفررمان خلال فترة زمنية قصيرة، ما يشير إلى دقة وتكرار الاستهداف.
كما حلّقت مسيّرات فوق الضاحية الجنوبية لبيروت المحاذية للقصر الرئاسي في بعبدا، وهو ما يُنظر إليه كرسالة مباشرة للسلطات اللبنانية بشأن مراقبة الوضع الأمني والسياسي في العاصمة والمناطق المحيطة.

قرار الرئيس عون بتكليف الجيش بالتصدي لأي توغل يعكس إدراك القيادة اللبنانية لحساسية الموقف وتأثيره على الأمن الداخلي والسيادة الوطنية، وكان الجيش قد أُطلع على تفاصيل توغل سابق في بلدة بليدا، والذي أودى بحياة موظف البلدية إبراهيم سلامة أثناء تأدية واجبه المهني، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات تهدد الاستقرار في الجنوب اللبناني.

من جانبها، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن ما قامت به القوات الإسرائيلية يمثل "عملًا إجراميًا وخرقًا فاضحًا للسيادة اللبنانية" وانتهاكًا للقرار الدولي 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية. كما تم التنسيق مع لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) وقوات "يونيفيل" لمراقبة الوضع واحتواء أي تصعيد محتمل.

هذا التصعيد العسكري الإسرائيلي لم يقتصر على الغارات الجوية، بل شمل توغلات برية واستهداف بنى تحتية وفتح أنفاق يُزعم أنها تابعة لـ"حزب الله". كما شملت التحركات الإسرائيلية مناطق حساسة في الجنوب، بما في ذلك اللبونة والناقورة، حيث وقعت تفجيرات أدت إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الحرجية ومرافق مدنية، بالإضافة إلى استهداف النادي الحسيني في العديسة.

في هذا السياق، يعكس التصعيد الأخير مدى تعقيد الوضع الأمني في الجنوب اللبناني وضرورة تعزيز التنسيق بين الجيش اللبناني والبعثات الدولية لمنع وقوع المزيد من الخسائر البشرية والمادية، وضمان احترام السيادة اللبنانية، بينما يستمر المجتمع الدولي في مراقبة تحركات إسرائيل وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 7