ذريعة تتجدد.. "البنى التحتية" أداة إسرائيلية لتبرير التوغلات في الجنوب

2025.10.30 - 11:10
Facebook Share
طباعة

 تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري في الجنوب اللبناني، تحت ذريعة استهداف "بنى تحتية تابعة لحزب الله"، في وقتٍ نفذت فيه طائراتها سلسلة غارات طالت منطقتي المحمودية والجرمق، أعقبتها عملية توغل برية داخل بلدة بليدا أسفرت عن مقتل موظف مدني. هذا التصعيد، الذي تبرره تل أبيب بمزاعم أمنية، يهدد بتقويض التفاهمات التي أرست هدنة هشة على الحدود منذ عام تقريبًا.


أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي، اليوم الخميس، أنه استهدف ما وصفها بـ"بنى تحتية إرهابية تابعة لحزب الله" في بلدة المحمودية جنوب لبنان، مشيرًا إلى أن العملية شملت "منصة إطلاق صواريخ ونفقًا يستخدمه الحزب". وأضاف البيان أن وجود مثل هذه المنشآت يمثل "انتهاكًا للتفاهمات القائمة بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدًا أن الجيش "سيواصل عملياته لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل".

وسائل الإعلام اللبنانية نقلت من جانبها أن الغارات الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع في المحمودية والجرمق، ما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة في المناطق الجبلية. وتزامن ذلك مع عملية برية نفذتها القوات الإسرائيلية داخل بلدة بليدا فجر اليوم، استمرت نحو ساعتين، وأسفرت عن مقتل موظف بلدي يُدعى إبراهيم سلامة كان داخل مبنى البلدية أثناء التوغل.

الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أكدت أن القوات الإسرائيلية توغلت في أحياء البلدة قرابة الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، قبل أن تنسحب قرابة الرابعة فجرًا. في المقابل، نشر الجيش اللبناني وحداته في المنطقة بعد العملية، دون إصدار بيان رسمي حول الحادثة.

هذا التصعيد يأتي بعد أشهر من الهدوء النسبي الذي أعقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى جولة القتال بين إسرائيل وحزب الله العام الماضي، والذي رعته أطراف دولية أبرزها الأمم المتحدة والولايات المتحدة. إلا أن التطورات الأخيرة تُعيد المشهد إلى ما قبل الهدنة، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بخرق التفاهمات الحدودية.

 

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2024، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية تصاعدًا في التوترات، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات داخل الجنوب بذريعة "منع حزب الله من التموضع"، فيما اعتبر لبنان تلك العمليات انتهاكًا صارخًا للسيادة ولقرار مجلس الأمن رقم 1701. وتخشى الأوساط الدبلوماسية أن يؤدي أي تصعيد إضافي إلى إشعال مواجهة جديدة تتجاوز نطاق الجنوب.

 

في ظل تكرار الغارات الإسرائيلية وتبريرها بـ"مزاعم البنى التحتية"، يبدو الجنوب اللبناني على أعتاب مرحلة أكثر توترًا، فيما يلتزم حزب الله الصمت حتى الآن، تاركًا الغموض سيد الموقف. وبين التوغل البري في بليدا والقصف على المحمودية، تتزايد الأسئلة حول ما إذا كانت تل أبيب تسعى إلى تغيير قواعد الاشتباك أو مجرد إرسال رسائل ميدانية قبل أي تسوية محتملة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4