إسرائيل تواصل حرب الاغتيالات ضد قادة حزب الله

2025.10.29 - 03:16
Facebook Share
طباعة

في تصعيد جديد يهدد بعودة التوتر على الجبهة اللبنانية، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال القيادي في حزب الله حسين علي طعمة، الذي يشغل منصب مسؤول الإسناد اللوجيستي في قطاع قانا جنوب لبنان، في غارة جوية نُفذت منتصف أكتوبر الجاري، وفق ما أكد المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر منصة "إكس".

ووفق البيان الإسرائيلي، فإن طعمة "عمل خلال الحرب الأخيرة على نقل وسائل قتالية بهدف إعادة بناء القدرات العسكرية لحزب الله"، معتبراً ذلك "خرقًا للتفاهمات التي تم التوصل إليها بين إسرائيل ولبنان عقب اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2024".

وأشار أدرعي إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عملياته ضد أي تهديد محتمل على أمن إسرائيل، في إشارة إلى أن الاغتيالات قد تتواصل ضد كوادر الحزب جنوب وشرق لبنان.

 

ضربات متواصلة وتحدٍ متبادل

منذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله أواخر 2024، والذي أنهى عاماً من المواجهات الدامية، لم تهدأ الأجواء على الحدود اللبنانية.
فرغم الاتفاق الذي رعته واشنطن، استمرت إسرائيل في شن غارات متفرقة على مواقع قالت إنها تابعة لحزب الله، ما أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 365 شخصاً، بينهم مقاتلون ومدنيون.

ويبدو أن عملية اغتيال طعمة تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية جديدة تعتمد على استهداف القيادات الميدانية واللوجستية للحزب، بعد فشل الضربات الجوية السابقة في إضعاف البنية التنظيمية أو منع الحزب من إعادة تموضعه.

 

ردود لبنانية غاضبة ومطالب بتحرك أميركي

من جانبها، حثت الحكومة اللبنانية والرئاسة في بيروت الولايات المتحدة على التدخل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، مؤكدة أن لبنان ملتزم بتطبيق اتفاق وقف النار وأن الانتهاكات الإسرائيلية "تهدد الاستقرار الإقليمي وتعيد المنطقة إلى مربع الصراع المفتوح".

حتى الساعة، لم يصدر تعليق رسمي من حزب الله على إعلان أدرعي، وهو ما اعتاد الحزب اتباعه في مثل هذه الحالات، إذ يفضل الرد الميداني أو تأجيل الإعلان عن خسائره القيادية لحسابات ميدانية وسياسية.


حرب الظلال بين تل أبيب والضاحية

تأتي عملية قانا ضمن سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات ميدانية ومسؤولين عن شبكات الإمداد والاتصال في حزب الله خلال الأشهر الماضية، في ما تصفه تل أبيب بـ"حرب استباقية لشلّ قدرات الحزب قبل أي مواجهة مقبلة".

ويرى مراقبون أن توقيت الإعلان الإسرائيلي بعد أسبوعين من تنفيذ العملية يعكس رغبة في تحقيق رسائل سياسية أكثر منها عسكرية، خصوصاً في ظل تصاعد التوتر مع غزة واستمرار الضغط الأميركي والإقليمي لاحتواء جبهة الشمال.

 

تبدو إسرائيل عازمة على مواصلة حرب الاغتيالات ضد كوادر حزب الله رغم التفاهمات المعلنة، في حين يحاول الحزب الحفاظ على توازنه بين الردع والتهدئة.
وبين تل أبيب التي تتذرع بـ"الأمن القومي"، وبيروت التي تتحدث عن "خرق السيادة"، تظل الجنوب اللبناني مسرحاً مفتوحاً لحرب باردة لم تتوقف فعلياً منذ حرب يوليو 2006.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6