كشفت تييفين أوزيير، الابنة الصغرى لبريجيت ماكرون، أن والدتها — زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون — عانت نفسياً وصحياً خلال السنوات الأخيرة نتيجة الشائعات التي تزعم أنها رجل خضع لعملية تحويل جنسي. وجاءت تصريحاتها خلال جلسة محاكمة عشرة متهمين بترويج هذه المزاعم التي وصفتها العائلة بأنها «حملة كراهية منظمة».
قالت أوزيير، في اليوم الثاني من جلسات المحاكمة المنعقدة في باريس، إن والدتها أصبحت أكثر حذراً في مظهرها وحركاتها اليومية منذ أن انتشرت تلك الادعاءات، موضحة أن «بريجيت باتت تخشى أن تُلتقط لها صور تُحرّف أو تُستغل». وأضافت أن ماكرون الأولى «لا تستطيع تجاهل الأكاذيب التي تُقال عنها»، مشيرة إلى أن أحفادها تأثروا نفسياً بعد اطلاعهم على الشائعات المنتشرة عبر الإنترنت.
وتحدثت الابنة عن التغيرات الصحية والنفسية التي طالت والدتها، قائلة إنها شهدت تدهوراً في صحتها العامة خلال الأعوام الأخيرة نتيجة القلق المستمر والضغوط الإعلامية. وأوضحت أن العائلة قررت اللجوء إلى القضاء «ليس بدافع الانتقام، بل من أجل وضع حد لهذا الانتهاك المستمر للحياة الخاصة».
ويواجه المتهمون العشرة — ثمانية رجال وامرأتان تتراوح أعمارهم بين 41 و65 عاماً — عقوبة السجن لمدة تصل إلى عامين، بتهمة نشر «تعليقات خبيثة ومضللة» حول هوية السيدة الأولى وجنسها، في انتهاك لقوانين التشهير والخصوصية.
وتعود بداية الأزمة إلى عام 2021، حين انتشرت على مواقع التواصل مزاعم تزعم أن بريجيت ماكرون وُلدت باسم «جان ميشيل ترونيو»، وهو في الحقيقة شقيقها الأكبر، وأنها خضعت لعملية تحويل جنسي قبل زواجها من ماكرون، الذي كان تلميذها في سن الخامسة عشرة.
وأكدت أوزيير أنها التقت بعَمّها، جان ميشيل ترونيو، قبل أشهر، وأنه «بصحة جيدة»، في نفي مباشر للروايات التي استخدمته كدليل مزعوم ضد والدتها.
ويُذكر أن الرئيس الفرنسي وزوجته كانا قد رفعا قبل أشهر دعوى تشهير في الولايات المتحدة ضد المدونة اليمينية كانداس أوينز، التي روجت للادعاءات نفسها. وشارك بعض المتهمين في القضية الحالية منشوراتها على حساباتهم الشخصية.
تُسلّط هذه القضية الضوء على اتساع نطاق «التنمر الإلكتروني» في أوروبا، وتزايد تأثير نظريات المؤامرة عبر الإنترنت، حتى ضد شخصيات عامة في أعلى المستويات السياسية. وفي فرنسا، تتصاعد الدعوات لتشديد القوانين ضد حملات الكراهية الرقمية التي تستهدف النساء والمشاهير على السواء.
أما بريجيت ماكرون، التي كانت رمزاً للأناقة والهدوء، فقد تحولت اليوم إلى ضحية لحرب معلوماتية قاسية، دفعتها — وفق شهادة ابنتها — إلى تغيير مظهرها وحياتها اليومية بالكامل.