لقاءات أورتاغوس في بيروت: رسائل مباشرة وتأكيد على "الميكانيزم"
أفادت مصادر مطّلعة أنّ اللقاء الذي جمع المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بالرئيس ميشال عون في قصر بعبدا، لم يكن سلبياً أو متوتّراً، إلا أنّه اتّسم بصراحة لافتة. فقد شدّدت أورتاغوس على ضرورة أن يضاعف الجيش اللبناني جهوده لاستكمال تنفيذ الخطة التي أقرّتها الحكومة، وكرّرت ما قاله الموفد الأميركي ديفيد رشاد حول أهمية البناء على الأجواء الإيجابية التي أعقبت اتفاق غزة، معتبرة أنّ الفرصة لا تزال متاحة لتثبيت الهدوء في لبنان شرط تطوير الأطر القائمة للتنسيق.
وفي هذا السياق، طرحت أورتاغوس تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم" وتوسيع صلاحياتها لتشمل كلّ الحدود اللبنانية، وليس الجنوب فقط، إضافةً إلى إشراك دبلوماسيين في عضويتها.
حضر اللقاء في قصر بعبدا كل من القائم بالأعمال الأميركي كيث هاننغان والمستشار السياسي ماثيو توتيلو، فيما أكّد الرئيس عون خلال الاجتماع ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، خصوصاً لجهة وقف الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، وتنفيذ القرار 1701 بما يتيح للجيش اللبناني استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية الجنوبية.
لقاء عين التينة: هدوء بلا تهويل
وكانت أورتاغوس قد استهلّت زيارتها إلى بيروت بلقاء مع الرئيس نبيه بري في عين التينة صباحاً، استمرّ نحو ساعة، من دون أي تصريحات إعلامية أو سماح بالتصوير. ووفق ما علمته صحيفة «الأخبار»، فإنّ الرئيس بري كان متردّداً في استقبالها بدايةً، نظراً إلى الزيارة المرتقبة للمسؤول الإسرائيلي يوآف باراك، غير أنّ محيطه السياسي نصحه بعدم رفض اللقاء حرصاً على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الجانب الأميركي.
وبحسب المصادر، كان اللقاء هادئاً ولم يتضمّن تهويلاً أو تهديدات بالحرب. وقد تطرّقت أورتاغوس خلال الاجتماع إلى مسألة تهريب الأسلحة من سوريا، مؤكّدة على ضرورة ضبط الحدود اللبنانية. في المقابل، شدّد الرئيس بري على أنّ لبنان يقوم بدوره الكامل في هذا المجال، وملتزم بالاتفاقات الدولية واتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنّ آلية “الميكانيزم” هي الأداة الوحيدة لتطبيق ما تمّ الاتفاق عليه.
لقاء السراي: التحذير من "إعادة بناء القوة"
ولم يختلف اللقاء بين أورتاغوس ورئيس الحكومة تمّام سلام في مضمونه، حيث شدّدت المبعوثة الأميركية على أنّ «حزب الله يعيد بناء قوته، ولدى الولايات المتحدة وإسرائيل معلومات تؤكد ذلك»، معتبرة أن هذا الواقع يحتّم على الحكومة اللبنانية عدم التباطؤ في تطبيق خطتها الدفاعية. كما أكدت على ضرورة التفاوض مع إسرائيل في ضوء المستجدات الإقليمية.
وأشارت مصادر مطّلعة إلى أنّ أورتاغوس التقت أيضاً قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في محاولة لترتيب العلاقة معه بعد مرحلة من التوتر والفتور في التنسيق العسكري بين الجانبين.
