بيروت احتضنت سلسلة لقاءات وصفت بـ«البنّاءة» بين نائبة الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، وعدد من المسؤولين اللبنانيين، ركزت على ضرورة تطبيق القرار 1701 وتفعيل عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وسط دعوات أميركية للبنان لمواكبة التحولات الإقليمية الجارية.
أجواء اللقاءات:
التقت أورتاغوس كلاً من رئيس الجمهورية جوزيف عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام، إضافة إلى وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد. وتميّزت اللقاءات هذه المرة بالتحفّظ الإعلامي؛ إذ مُنع التصوير واكتفت المكاتب الإعلامية للمسؤولين بتوزيع صور رسمية.
وكشفت وسائل إعلام لبنانية أن الاجتماعات اتسمت بأجواء إيجابية، وأن أورتاغوس لم تحمل رسائل تهديد، بل ركزت على دعم جهود الاستقرار وتثبيت التهدئة.
مواقف لبنانية متشددة في المطالبة بتطبيق القرار 1701:
الرئيس جوزيف عون شدد خلال لقائه الموفدة الأميركية على ضرورة تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية ووقف الخروق الإسرائيلية المتكررة، مطالبًا بتمكين الجيش اللبناني من الانتشار حتى الحدود الجنوبية، وتسهيل عودة السكان المتضررين قبل حلول فصل الشتاء.
أورتاغوس أبدت استعداد واشنطن لتوسيع عمل اللجنة الدولية المعنية بوقف إطلاق النار، بهدف ضمان فاعلية أكبر في مراقبة الخروق. وفق المعلومات، شددت على أن بلادها لا تسعى للتصعيد، بل لإنهاء التوتر القائم في الجنوب، مشيرة إلى «قلق إسرائيلي من تحركات على الحدود تمنع تثبيت الهدوء».
البرلمان والحكومة: التزام بالاتفاقات الدولية
في لقائها مع رئيس البرلمان نبيه بري، جرى استعراض التطورات الميدانية والخروق الإسرائيلية اليومية، إضافة إلى بحث عمل اللجنة الفنية الخماسية لتفعيل وقف النار وأكد بري التزام لبنان بالاتفاقات الدولية، مشددًا على ضرورة أن يلتزم الجانب الإسرائيلي بالمثل.
رئيس الحكومة نواف سلام شدد على أن هدف أي مفاوضات هو تطبيق إعلان وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، متحدثًا عن ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، إضافة إلى السعي للإفراج عن الأسرى اللبنانيين كما دعا إلى دعم الجيش وقوى الأمن عبر مؤتمر دولي خاص، معتبرًا أن تثبيت الاستقرار في الجنوب يتطلب أيضًا خطة للتعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار.
دعوة للحاق بالمناخ الإقليمي:
أورتاغوس دعت القيادات اللبنانية إلى «الالتحاق بالمناخ الإقليمي القائم» والاستفادة من التحركات الدبلوماسية الهادفة إلى تحقيق السلام، معتبرة أن التهدئة الحالية تمثل فرصة لإعادة تفعيل دور الدولة اللبنانية في الجنوب وتجنب أي تصعيد قد يجرّ البلاد إلى مواجهة جديدة.