قتلى وجرحى في استهداف حافلة ركاب على طريق دمشق–السويداء

2025.10.28 - 03:55
Facebook Share
طباعة

عاد طريق دمشق – السويداء إلى واجهة الأحداث الأمنية في الجنوب السوري بعد استهداف حافلة ركاب مدنية، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة عدد آخر من المدنيين، في حادثة جديدة تؤشر إلى هشاشة الأوضاع الأمنية رغم التعهدات الحكومية الأخيرة بإعادة الاستقرار إلى المحافظة.

 

أفادت قناة الإخبارية السورية نقلاً عن مصدر أمني أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على حافلة ركاب عند محطة محروقات "مرجانة" على الطريق الدولي الرابط بين دمشق والسويداء، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة آخرين.

وذكرت وكالة سانا الرسمية أن الجهات المختصة بدأت عمليات ملاحقة الجناة، فيما بثّت صفحات محلية على مواقع التواصل صوراً ومقاطع مصوّرة أظهرت آثار الرصاص على هيكل الحافلة وعمليات إسعاف الجرحى في الموقع.

من جانبها، أكدت قناة أخبار السويداء عبر "تلغرام" أن من بين الضحايا الشابة آية سلام والشاب كمال عبد الباقي، مشيرة إلى أن الاعتداء استهدف مدنيين أثناء عودتهم إلى منازلهم.

وفي بيان صادر عن محافظة السويداء، وصفت السلطات الهجوم بأنه "عمل جبان يستهدف أمن المواطنين وسلامة الطرق العامة"، مؤكدة أن الجهات الأمنية في حالة استنفار لمتابعة التحقيقات وتحديد هوية المنفذين.


خارطة الطريق بين الوعود والتطبيق

يأتي هذا الهجوم بعد أسابيع قليلة من إعلان "خارطة الطريق لحل أزمة محافظة السويداء"، التي تم الكشف عنها منتصف سبتمبر الماضي في مؤتمر صحفي مشترك بدمشق جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك.

وتضمّنت الخارطة ستّ خطوات أساسية، من بينها نشر قوات مؤهلة من وزارة الداخلية على طول الطريق بين السويداء ودمشق، بدعم من الأردن والولايات المتحدة، لضمان حرية التنقل وحماية المدنيين.

غير أن الحادث الأخير أثار تساؤلات حول فعالية هذه الخطة، خصوصاً بعد انتقادات وجهتها "اللجنة القانونية العليا في السويداء" إلى الخارجية السورية، متهمة إياها بـ"التنصل من المسؤولية" ومشددة على أن "مصير المحافظة يقرره أبناؤها لا تفاهمات تُعقد في دمشق أو في الخارج".

 


يعكس الاستهداف الجديد هشاشة الوضع الأمني في الجنوب السوري وتداخل المصالح المحلية والخارجية في ملف السويداء، حيث تتقاطع مطالب الأهالي بالإصلاح واللامركزية مع مخاوف دمشق من تصاعد النزعة الانفصالية أو توسع الفوضى الأمنية.

ويبدو أن نجاح "خارطة الطريق" مرهون بقدرة الحكومة السورية على تنفيذ تعهداتها الأمنية والاقتصادية فعلياً على الأرض، وإشراك القوى المحلية في أي مسار يخص مستقبل المحافظة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 5