في مناطق شمال وشرق سوريا، تواجه مئات الأسر معاناة كبيرة بسبب غياب المراكز الطبية المتخصصة بعلاج الأورام والسرطانات، ما يضطر المرضى للسفر لمسافات طويلة لتلقي العلاج الكيماوي الدوري في دمشق أو مناطق سيطرة الحكومة السورية، وسط ظروف صحية ومادية صعبة، وتكاليف مرتفعة للسفر والإقامة، إضافة إلى الانتظار الطويل عند المعابر المغلقة. 
كشف المرصد السوري أن هذه الأزمة الإنسانية تتفاقم بشكل مستمر بسبب الإغلاق الكامل لمعبر الرقّة – أثريا من قبل الحكومة السورية، وعدم وجود أي تنسيق إنساني لتسهيل تنقل المرضى.
رحلات علاج محفوفة بالمخاطر والتكاليف:
يعاني المرضى من إجبارهم على استخدام طرق أطول وأكثر تكلفة، مثل المرور عبر ريف دير الزور، للوصول إلى دمشق، ما يجعل الرحلة مرهقة جسديًا ومكلفة جدًا، ويهدد انتظام العلاج الضروري للمرضى، خصوصًا كبار السن والمصابين بأمراض متقدمة.
إغلاق المعابر يضاعف المعاناة:
إغلاق معبر الرقّة – أثريا بالكامل يجعل التنقل شبه مستحيل، إذ لا يُسمح بالعبور إلا لمن يدفع المال لعناصر "الأمن العام" على الحاجز، ما يزيد من أعباء المرضى وأسرهم ويجعل الحصول على العلاج حقًا صعبًا ومؤلمًا.
واقع صحي ناقص يفاقم الأزمة:
يفتقر المشفى الوطني في الرقة إلى أي قسم متخصص بعلاج السرطان أو الأورام، بينما يجري نحو 25 إلى 30 عملية جراحية يوميًا ويستقبل 900 إلى 1000 مريض في أقسامه المختلفة، ويعالج قسم الأطراف الصناعية نحو 1100 حالة شهريًا، ويقدم خدمة غسيل الكلى لنحو 350 حالة، دون أي خدمات نوعية لمرضى السرطان، ما يضطرهم للسفر لمسافات طويلة لتلقي العلاج في دمشق.
دعوات عاجلة لتخفيف المعاناة:
تستمر معاناة المرضى الذين لا يجدون بدائل آمنة أو ميسرة لتلقي العلاج، ويؤكد المرصد على ضرورة تحييد الجوانب الإنسانية عن الصراع، وفتح المعابر أمام الحالات المرضية بشكل فوري ودون أي مقابل مادي، والعمل على إنشاء مراكز علاجية متخصصة داخل مناطق شمال وشرق سوريا لتخفيف معاناة المرضى وضمان حقهم في العلاج والرعاية الصحية دون تمييز أو استغلال.