الإعلام الإسرائيلي يعترف: مصر تكبح أطماع تل أبيب وتدير المشهد في غزة

2025.10.28 - 02:51
Facebook Share
طباعة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، في تقرير تحليلي نشرته اليوم الثلاثاء، أن الدور المصري في قطاع غزة يشهد تصاعدًا لافتًا يتجاوز حدود الوساطة المعتادة، ليتحول إلى عنصر فاعل في رسم ملامح ما بعد الحرب، في ظل ثقة إسرائيلية متزايدة بالقاهرة، وتراجع واضح للدورين التركي والقطري.

وأوضح التقرير أن دخول فريق مصري متخصص إلى غزة مزوّد بأجهزة متقدمة لتحديد مواقع الجثث، للبحث عن رفات الأسرى الإسرائيليين، شكّل لحظة محورية في تثبيت الدور المصري كوسيط أساسي في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، رغم أن الخطوة لم تُذكر صراحة في نص الاتفاق، وجاءت بناءً على إحداثيات قدّمتها تل أبيب للقاهرة بموافقتها الكاملة.

وبحسب ما نقلته الصحيفة، رفضت إسرائيل طلبًا مشابهًا من تركيا، ما يعكس ثقة تامة في القاهرة مقابل تضييق واضح على أي تدخل تركي في الملف الفلسطيني، في حين أشارت قناة القاهرة الإخبارية إلى أن مصر وفّرت الدعم اللوجستي والمعدات الثقيلة اللازمة للمساعدة في عمليات البحث وسط الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وأضافت يديعوت أحرونوت أن الاستراتيجية المصرية تسير على مسارين متوازيين:
الأول، الوساطة السياسية المستمرة عبر استضافة المحادثات الخاصة بتثبيت الهدنة والانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، مع تأكيد القاهرة على أن ترسيخ الاستقرار شرطٌ أساسي للأمن الإقليمي.
أما الثاني، فهو التحضير لمرحلة ما بعد الحرب، من خلال دفع الفصائل الفلسطينية نحو تفاهم داخلي حول إدارة غزة في المرحلة المقبلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر استضافت محادثات مكثفة ضمّت وفودًا من حماس برئاسة خليل الحية، وفتح بقيادة حسين الشيخ، ورئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، إلى جانب لقاءات منفصلة مع فصائل أخرى أبرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأسفرت اللقاءات، بحسب التقرير، عن تفاهمات أولية تحت عنوان “ترتيب البيت الفلسطيني”، تمهيدًا لاتفاق سياسي شامل يهدف إلى منع تكرار الفراغ الأمني في القطاع.

كما نقلت يديعوت عن مصادرها أن التفاهمات شملت بحث مقترح لإنشاء قوة دولية مؤقتة بإشراف مصري تعمل داخل غزة لفترة محددة، مع تحضيرات جارية لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع الشهر المقبل، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأكدت الصحيفة أن التحركات المصرية تنطلق من اعتبارات أمنية واقتصادية وإنسانية مترابطة:
رفض تجدد القتال الذي يهدد استقرار سيناء، حماية مصالح القاهرة الاقتصادية المتأثرة بانخفاض عائدات قناة السويس، ورفض قاطع لأي مشاريع تهجير للفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية.

وفي ختام تقريرها، قالت يديعوت أحرونوت:
“من خلال دخولها غزة وقيادتها لجهود المصالحة الفلسطينية وإدارتها لمراحل ما بعد الحرب، تثبت مصر أنها الوسيط الإقليمي الذي لا غنى عنه، وصاحبة الكلمة الفصل في تحديد مستقبل القطاع.”


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 6