شيخ الأزهر من روما: العالم ينهار أخلاقيًا والعدالة هي آخر خطوط النجاة

2025.10.27 - 03:34
Facebook Share
طباعة

في كلمة حملت رسائل أخلاقية وسياسية عميقة، حذر شيخ الأزهر أحمد الطيب من خطورة غياب العدالة عن النظام الدولي المعاصر، مؤكدًا أن "العدل المطلق هو الأساس الذي قامت عليه السماوات والأرض، وهو الضامن الحقيقي لكرامة الإنسان والسلام بين الشعوب".

وخلال مشاركته في القمة العالمية لجمعية سانت إيجيديو في العاصمة الإيطالية روما، قال الطيب إن الحضارة المعاصرة، رغم تقدمها التكنولوجي الهائل، "أغفلت القيم الأخلاقية التي تشكل روح الإنسان ومغزى وجوده"، مشيرًا إلى أن هذا الإغفال "تسبب في تفشي الحروب، واتساع رقعة الفقر، وتزايد التفاوت بين الشعوب، وتآكل مؤسسة الأسرة التي كانت الركيزة الأولى للاستقرار الإنساني".

وأضاف أن "غياب العدل حوّل النظام الدولي إلى أداة للهيمنة، حيث يُبرَّر الظلم باسم القانون، ويُسكت الضمير باسم المصالح"، في إشارة واضحة إلى ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا العالم الإسلامي، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وفي هذا السياق، أعرب شيخ الأزهر عن تقديره للدول التي اعترفت بدولة فلسطين، مؤكدًا أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام"، ومشدّدًا على أنه "لا سلام في الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس".

أما في ما يتعلق بالتحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي، فقد دعا الطيب إلى "تسخير التكنولوجيا لخدمة العدالة والإنسان، لا لتعميق الفجوة الأخلاقية أو تعظيم هيمنة الأقوياء"، كاشفًا أن الأزهر الشريف والفاتيكان يعملان على استكمال "ميثاق أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" الذي بدأه مع البابا فرنسيس، ليكون إطارًا عالميًا يربط التطور العلمي بالقيم الإنسانية.

واختتم شيخ الأزهر كلمته بتحذير صريح قائلاً:

> "العالم لن ينهض إلا إذا آمن أن العدالة هي القانون الأعلى للحياة، وأن السلام هو ثمرتها الطبيعية."

 

تصريحات الطيب جاءت في لحظة تتقاطع فيها الأزمات الأخلاقية والتكنولوجية والسياسية عالميًا، لتعيد التذكير بالدور الذي يلعبه الأزهر في بناء جسر الحوار بين الشرق والغرب، والدفاع عن القيم الإنسانية الجامعة في مواجهة منطق القوة والمصلحة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 3