في ضربة جديدة للأمن السيبراني الإسرائيلي، أعلنت مجموعة هاكرز تطلق على نفسها اسم "جبهة الإسناد السيبراني"، عن نجاحها في اختراق إحدى الشركات العسكرية الإسرائيلية والحصول على معلومات حساسة تتعلق بمنظومة الدفاع الليزري "الشعاع الحديدي" وعدد من أنظمة التسليح المتقدمة التابعة لجيش الاحتلال.
تفاصيل الاختراق ومضمونه
نشرت المجموعة مقطع فيديو على قناتها في تطبيق "تلغرام"، يُظهر لقطات ووثائق وصورًا قالت إنها مسروقة من شركة "مايا" العسكرية الإسرائيلية. وتضمن الفيديو مشاهد من المنظومات العسكرية المتطورة التي تنتجها إسرائيل، ومن بينها:
نظام الدفاع الليزري "الشعاع الحديدي" الذي تم تطويره لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيّرة.
طائرة الاستطلاع "سكاي لارك" المستخدمة في جمع المعلومات خلف خطوط العدو.
منظومة الدفاع الجوي "سبايدر" متعددة الطبقات.
صاروخ كروز الشبح "آيس بريكر" القادر على تنفيذ ضربات دقيقة لمسافات بعيدة.
وبحسب الفيديو، فقد تمكن القراصنة أيضًا من الوصول إلى عقود واتفاقيات عسكرية موقعة بين الجيش الإسرائيلي ودول غربية مثل أستراليا وعدد من الدول الأوروبية، ما يكشف عن شبكة تعاون تسليحي دولية واسعة تعتمد عليها تل أبيب في تطوير ترسانتها الدفاعية والهجومية.
انعكاسات الاختراق على المنظومة الأمنية الإسرائيلية
يمثل هذا الاختراق — إن تأكدت صحته — اختراقًا نوعيًا في سجل الأمن السيبراني الإسرائيلي، إذ يستهدف أحد أكثر القطاعات حساسية وسرية في الدولة العبرية.
ويُرجّح أن يؤدي تسريب مثل هذه المعلومات إلى:
إرباك في الصناعات العسكرية الإسرائيلية، خصوصًا تلك التي تتعامل مع الدول الأجنبية.
تعريض مشاريع دفاعية مشتركة للخطر، نتيجة المخاوف من تسرب بيانات تقنية حساسة.
إضعاف ثقة الحلفاء الغربيين بقدرة إسرائيل على حماية البيانات السرية.
"الشعاع الحديدي".. فخر الصناعات العسكرية الإسرائيلية
تُعد منظومة "الشعاع الحديدي" أحد أبرز مشاريع الدفاع الإسرائيلي في العقد الأخير، وتعمل بتقنية الليزر عالي الطاقة لاعتراض الصواريخ وقذائف الهاون والطائرات المسيّرة على ارتفاعات منخفضة.
وتسعى إسرائيل إلى جعل هذه المنظومة مكمّلة للقبة الحديدية، ورافعة لقدرتها على مواجهة التهديدات الرخيصة والكثيفة التي تطلقها فصائل المقاومة.
لكن في ظل الاختراق المعلن، تبدو هذه الطموحات مهددة، إذ قد يؤدي تسريب بيانات التصميم والتشغيل إلى كشف ثغرات المنظومة أمام خصوم إسرائيل في المنطقة.
يبقى الغموض قائمًا حول مدى دقة المعلومات التي عرضها القراصنة، لكن المؤكد أن الحرب السيبرانية باتت جبهة موازية للحروب العسكرية التقليدية، وأن تل أبيب تواجه اليوم تحديًا متصاعدًا في تأمين أسرارها الدفاعية، في وقت تتكثف فيه الضغوط الأمنية والسياسية عليها من جبهات متعددة.