تسود حالة من القلق الإقليمي والدولي حيال التطورات المتسارعة على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وسط تحذيرات أميركية من احتمال تصعيد أمني محدود في الأيام المقبلة، وتحركات دبلوماسية مكثفة من القاهرة وبيروت في محاولة لاحتواء الموقف.
مصادر أميركية تحدثت عن اتصالات سياسية وأمنية متواصلة تجريها واشنطن مع أطراف إقليمية لمنع انزلاق الوضع نحو مواجهة واسعة، في ظل مؤشرات ميدانية تشير إلى استمرار الاشتباكات في جنوب لبنان والبقاع، دون أن تصل إلى مستوى الحرب الشاملة.
وفي هذا السياق، تستعد بيروت لاستقبال موفدين أمنيين مصريين رفيعي المستوى خلال الفترة المقبلة، حاملين رسائل تحذيرية من خطورة التصعيد الراهن، ودعوة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لتفادي أي انفجار محتمل.
الرسائل المصرية، بحسب مصادر مطلعة لوسائل إعلام محلية، تؤكد على ضرورة تحرك القيادات اللبنانية بشكل منسق وسريع، نظراً لحساسية المرحلة وتشابك الأوضاع الإقليمية.
وفي المقابل، نفت بعض وسائل إعلام لبنانية ما تم تداوله عن نية لفتح جبهة حرب شاملة، مؤكدة أن المواجهات الحالية تقتصر على الاشتباكات المحدودة والمتقطعة على الحدود.
إلا أن الوضع الميداني يبقى متوتراً، مع استمرار القصف المتبادل واستهداف إسرائيل المتكرر للمناطق الحدودية، ما يهدد جهود إعادة الإعمار في القرى الجنوبية، ويعمّق معاناة الاقتصاد اللبناني الذي يواجه أصلاً واحدة من أسوأ الأزمات المالية في تاريخه الحديث.
المراقبون يرون أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، إذ تتقاطع فيها التحذيرات الأميركية مع المساعي المصرية، وسط تساؤلات حول قدرة هذه التحركات على منع تصعيد جديد قد يضع لبنان والمنطقة أمام مرحلة أكثر اضطراباً.