بلدية صيدا أكدت تمسكها بالحفاظ على الجزيرة بوضعها الحالي، رافضة مشروع تحويلها إلى “حمى طبيعية” الذي عُرض ضمن تعاون مع الاتحاد الأوروبي، البلدية أوضحت أن الحفاظ على الجزيرة بوضعها الطبيعي هو الخيار الأنسب، نظراً لما تمثله من إرث بيئي وتاريخي وإنساني، وما تحمله من رمزية سياحية وثقافية خاصة بالمدينة وسكانها.
الجزيرة تمثل متنفسًا لأهالي صيدا ومقصدًا للزائرين، وهو ما يجعل أي تدخل جوهري فيها مسألة معقدة، رفض المشروع يوضح وعي البلدية بالتداعيات المحتملة على البيئة المفتوحة، وعلى استدامة الطبيعة والتراث في الجزيرة، مؤكدًا أن حماية المواقع الطبيعية ليست مجرد خيار بل التزام يضمن الحفاظ على الهوية الثقافية والسياحية للمدينة.
على نطاق أوسع، يعكس هذا الموقف دور السلطات المحلية في تحقيق التوازن بين التطوير والحفاظ على التراث، خصوصًا في مواجهة مشاريع دولية أو تعاون خارجي قد يغير الطابع البيئي للجزيرة، المحافظة على الوضع الحالي تضمن استمرار الجزيرة كمكان مفتوح عام، وتبرز أهمية إشراك المجتمع المحلي والزائرين في النقاش حول أي تغييرات محتملة تؤثر على المواقع الطبيعية الحساسة.
رفض المشروع يشكل أيضًا نموذجًا يحتذى به للمدن الأخرى، إذ يظهر قدرة السلطات على اتخاذ مواقف حاسمة لحماية الموارد الطبيعية رغم الضغوط والعروض الخارجية. كما يؤكد أن التنمية المستدامة تتطلب مراعاة البيئة والهوية الثقافية، وليس الاقتصار على مشاريع بناء وتجديد.
في ضوء موقف البلدية، تظل جزيرة صيدا رمزًا للوعي البيئي والثقافي، ومثالًا على التزام المؤسسات المحلية بحماية التراث الطبيعي والبشري، وضمان استمرارية الاستفادة منه للأجيال الحالية والمقبلة، بما يعزز من مكانة صيدا كمدينة تراعي التوازن بين التطور والحفاظ على البيئة والتراث، وتؤكد أن خيارات التنمية يجب أن تراعي البعد البيئي والثقافي.