كم سنة يحتاجها قطاع غزة لإزالة مخلفات الحرب بشكل كامل؟

2025.10.25 - 06:17
Facebook Share
طباعة

تظل غزة بعد الحرب الأخيرة إحدى أكثر المناطق تعقيداً من ناحية إعادة البناء، بسبب الكميات الهائلة من الألغام والذخائر غير المنفجرة المنتشرة في كل المحافظات.
إزالة هذه المخلفات تتطلب خططاً هندسية دقيقة وفترات طويلة، قد تمتد لعقود، في حال لم يحصل تدخل دولي واسع النطاق، ما يوضح حجم التحديات التي تواجه فرق الإغاثة والمهندسين العاملين في القطاع.

وفق الخبراء، تتركز المخلفات في شمال غزة، مع تسجيل نحو 3 آلاف طن ذخائر في مناطق بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، بينما تحتوي مناطق وسط القطاع، مثل مخيم النصيرات والمغازي والبريج ودير البلح، على نحو 1500 طن، جنوب القطاع، وخاصة رفح، تتواجد 800 طن من الذخائر غير المنفجرة، الأمر الذي يجعل المناطق الجنوبية عرضة للخطر لفترة أطول.
أما المناطق المأهولة بالسكان، فتظل الأكثر تهديداً، إذ تتوزع الذخائر بمعدل 58 قطعة لكل كيلومتر مربع، وهو معدل قياسي مقارنة بمناطق صراع أخرى.

الظروف تعقدها صعوبة إدخال المعدات الضرورية لإزالة الألغام، مع ارتفاع مستوى التلوث بالمواد المتفجرة، عمليات البحث عن الذخائر تحتاج إلى وقت طويل، إذ أن أجزاء كبيرة منها تحت الركام، ما يزيد خطر الإصابات والوفيات بين المدنيين.
حتى الآن، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 53 شخصاً قُتلوا وأصيب المئات نتيجة المخلفات، فيما يُتوقع أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير.

تتطلب مواجهة هذا الوضع تنسيقاً دولياً شاملاً، يشمل توفير معدات حديثة لفرق الإغاثة، وتدريباً متخصصاً للتعامل مع المخاطر المتنوعة، بالإضافة إلى وضع جداول زمنية مرنة تتناسب مع حجم الدمار وكثافة الذخائر الهدف الأساسي هو استعادة مناطق آمنة للسكان، وتأمين البنية التحتية الحيوية تدريجياً مثل المستشفيات والمخابز، وضمان قدرة القطاع على التعافي الاقتصادي والاجتماعي على المدى الطويل.
إزالة المخلفات لن تكتمل بسرعة، ما يستدعي خططاً مستدامة لإعادة تأهيل الأراضي وإعادة الحياة الطبيعية للمدنيين، مع وضع الأولوية للسلامة وحماية المدنيين أثناء كل مرحلة من مراحل إعادة الإعمار. غياب التدخل الهندسي الدولي السريع قد يجعل العملية تستغرق عقوداً، ويزيد من تعقيد جهود التعافي والإغاثة في غزة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1