عمرو أديب يعلّق على إساءة سموتريتش للسعودية: “عاد معتذراً وباكياً”

2025.10.25 - 03:15
Facebook Share
طباعة

أحدثت تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش المسيئة للمملكة العربية السعودية عاصفة من الغضب في الأوساط العربية والإسرائيلية على السواء، بعدما قال إن على السعوديين “الاستمرار في ركوب الجمال في الصحراء”. لكن المفارقة جاءت حين عاد الوزير ذاته بعد ساعاتٍ قليلة، معتذرًا ومتبرئًا من تصريحه “غير الموفق”، في مشهدٍ وصفه الإعلامي المصري عمرو أديب بأنه “اعتذار على الركب، وبكاء سياسي غير مسبوق من مسؤولٍ إسرائيلي”.

 


في برنامجه “الحكاية” على قناة MBC مصر، خصّص الإعلامي عمرو أديب جزءًا واسعًا من حلقته للحديث عن الواقعة، معتبرًا أن الموقف السعودي “لم يكن بحاجة إلى كلمات”، بل أثبت أن الرياض ليست دولة بيانات وتصريحات، بل أفعال صامتة ترعب الخصوم قبل الأصدقاء.
وقال أديب:

> “بعد كلام سموتريتش، خرج البعض يقول إن المملكة لن ترد، وإنها تخشى المواجهة. لكن ما حدث أن الرجل نفسه عاد معتذراً وباكياً خلال 10 ساعات فقط. هل رأيتم إسرائيليًا يعتذر لمواطنٍ عربي من قبل؟ السعودية لم تتكلم، لكنها جعلته يركع دون أن ترفع صوتها.”

 

وأضاف أديب أن هذا الاعتذار “يعكس إدراك تل أبيب أن السعودية باتت تمسك بأوراق القوة الإقليمية، وأن أي إساءة لها قد تكلّف إسرائيل سياسيًا أكثر مما تتخيل”، مشيرًا إلى أن موقف الرياض الثابت منذ مبادرة السلام العربية في بيروت عام 2002 يؤكد أن “لا تطبيع دون دولة فلسطينية مستقلة”، وأن هذا المبدأ “هو ما أحرج حكومة نتنياهو وأجبر أحد وزرائه على التراجع المهين”.

وأشار أديب كذلك إلى أن الولايات المتحدة نفسها باتت تُراعي الموقف السعودي في ملفات حساسة مثل ضمّ الضفة الغربية، قائلاً: “ترامب وقتها وقف ضد الضم الإسرائيلي للضفة مش حبًا في الفلسطينيين، ولكن لأن الموقف السعودي كان صارمًا.. المملكة لا تسمح بالعبث بمبادئها.”

 

من جانبه، حاول سموتريتش تدارك الأزمة عبر منصة “إكس”، قائلاً: “لم يكن تصريحي بشأن السعودية موفقًا، وأنا آسف للإهانة التي سببتها.”
لكنه لم يخلُ من تبريرٍ ضمني حين أضاف:
“أتوقع من السعوديين ألا يضرونا، وألا ينكروا تراث وحقوق الشعب اليهودي في وطنه التاريخي.”

 

تلك الصيغة الملتبسة للاعتذار اعتبرها محللون في الإعلام العبري “إذلالاً سياسياً نادراً” يعبّر عن حجم القلق الإسرائيلي من خسارة احتمالات التطبيع مع الرياض، خاصةً في ظل الضغوط الأمريكية والعربية لإعادة تحريك ملف السلام وفق مبادئ “الأرض مقابل السلام”.


تأتي تصريحات سموتريتش في توقيتٍ بالغ الحساسية، مع استمرار المفاوضات غير المعلنة بين أطرافٍ عربية وغربية لإعادة إحياء مسار التطبيع المتوقف منذ اندلاع حرب غزة، وفي ظل توتر العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية بسبب سياسات اليمين الديني المتطرف في حكومة نتنياهو.

وكانت المملكة العربية السعودية قد تبنّت منذ مطلع الألفية موقفًا ثابتًا يقوم على أن أي تطبيعٍ مع إسرائيل مشروطٌ بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وهو ما تعتبره تل أبيب “عقبة أمام التطبيع الشامل”، فيما تراه العواصم العربية “جوهر القضية لا يمكن تجاوزه”.

 

اعتذار سموتريتش – مهما حاول تغليفه بالتبريرات – يشكّل سابقة دبلوماسية نادرة في العلاقة الإسرائيلية – العربية، إذ لم يعتد الرأي العام العربي أن يرى مسؤولًا إسرائيليًا يعتذر علنًا لدولة عربية كبرى.
لكن الأهم من الاعتذار ذاته هو الصمت السعودي المدروس، الذي بدا أكثر تأثيرًا من أي رد رسمي.
فالمملكة، كما قال عمرو أديب، “دولة لا تتحدث كثيرًا.. لكنها حين تصمت، تهتزّ تل أبيب.”
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2