خلفيات التحولات الأميركية: ترامب يوجه رسالة حادة لنتنياهو ويضع البرغوثي في دائرة القرار

2025.10.23 - 05:16
Facebook Share
طباعة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ارتكب "خطأ تكتيكيًا فادحًا" بهجومه على قطر، موضحًا أن نتنياهو كان سيواصل القتال لسنوات لولا توقيفه للعمليات العسكرية. تعكس هذه التصريحات تحولًا في الخطاب الأميركي تجاه إسرائيل، إذ بدا ترامب أكثر وضوحًا في توجيه اللوم للقيادة الإسرائيلية في سياق إعادة ترتيب الأولويات الأميركية في الشرق الأوسط بعد وقف الحرب على غزة، ومحاولة واشنطن إعادة التوازن في علاقاتها مع الحلفاء العرب.

وحذر ترامب إسرائيل من فقدان كل الدعم الأميركي في حال مضت في قرار ضم الضفة الغربية المحتلة، مؤكدًا أن الضم لن يحدث لأنه وعد الدول العربية بعدم السماح به ويعد هذا الموقف من أكثر التصريحات صراحة منذ عودته إلى المشهد السياسي، إذ يضع حدودًا لأي خطوات إسرائيلية أحادية الجانب تمس الوضع القانوني للأراضي الفلسطينية. ويشير المراقبون إلى أن هذا التحذير تبين رغبة أميركية في إعادة التوازن إلى علاقات واشنطن مع العواصم العربية بعد تصاعد الانتقادات للانحياز الأميركي خلال الحرب الأخيرة.

أثار ترامب أيضًا جدلًا بإعلانه أن قرار الإفراج عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي سيكون "بيده شخصيًا"، في إشارة إلى رغبة واشنطن في التدخل المباشر لرسم ملامح القيادة الفلسطينية المستقبلية في غزة ويعكس هذا التصريح سعي الإدارة الأميركية إلى بلورة حل سياسي جديد يتجاوز الانقسام بين فتح وحماس وربما الدفع نحو قيادة فلسطينية مقبولة دوليًا وعربيًا في مرحلة ما بعد الحرب.

يرى خبراء أن خطابات ترامب تأتي في سياق التحضيرات المبكرة للانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ يسعى للظهور بموقع القائد القادر على تحقيق "صفقة جديدة" في الشرق الأوسط، كما فعل خلال ولايته الأولى.
ويُقرأ انتقاد نتنياهو على أنه رسالة مزدوجة؛ الأولى إلى الداخل الأميركي لطمأنة الرأي العام بأن دعم إسرائيل لا يعني التساهل مع قراراتها الأحادية، والثانية إلى العواصم العربية لإعادة الثقة بواشنطن كوسيط قادر على ضبط التوازن بين الأطراف.

قد تُحدث هذه التصريحات خلطًا في المشهد السياسي الإقليمي، خصوصًا إذا تُرجمت إلى تحولات فعلية في الموقف الأميركي من الملفات الفلسطينية والإسرائيلية. وبينما تسعى إسرائيل لترسيخ مكاسبها الميدانية، تميل واشنطن إلى ضبط اندفاع نتنياهو وإعادة هندسة العلاقة مع العواصم العربية لضمان استقرار مرحلة ما بعد الحرب، ما قد يترك أثرًا مباشرًا على مستقبل المشهد السياسي والأمني في غزة والضفة الغربية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10