أنقرة تضغط لدمج "قسد" في الجيش السوري.. هل تفتح صفحة جديدة مع دمشق؟

2025.10.23 - 01:37
Facebook Share
طباعة

في خطوة تعكس تصاعد مستوى التنسيق الأمني والعسكري بين أنقرة ودمشق، طالبت وزارة الدفاع التركية قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بتنفيذ التزاماتها المتعلقة بالاندماج الكامل في الجيش السوري، مشددة على أن ذلك يمثل ركيزة أساسية لحفظ وحدة الأراضي السورية واستقرار المنطقة.

وقال مصدر في وزارة الدفاع التركية إن على "منظمة قسد الالتزام بعملية الدمج في الجيش السوري، والتخلي عن أي خطاب أو تحرك من شأنه تقويض وحدة سوريا السياسية وسلامة أراضيها"، مضيفاً أن الحكومة السورية تواصل، بدعم من أنقرة، جهودها لإعادة الإعمار وإرساء الأمن في عموم البلاد.

ويأتي هذا التصريح بعد توقيع مذكرة التفاهم المشتركة بين أنقرة ودمشق في 13 أغسطس 2025، والتي نصّت على تعزيز التعاون الدفاعي والتدريب والاستشارات الفنية، بما ينسجم مع طلبات الحكومة السورية، وفق ما أكد المصدر.

وأكدت وزارة الدفاع التركية أن "استقرار وأمن سوريا لهما أهمية قصوى لسلام المنطقة"، مشيرة إلى أن أنقرة "عازمة على الحفاظ على تعاون وثيق مع الحكومة السورية" تحت مبدأ "دولة واحدة، جيش واحد".

رسائل تركية متعددة الاتجاهات

التصريحات التركية تمثل ضغطاً مباشراً على "قسد"، في وقت تسعى فيه أنقرة إلى ضمان عدم استمرار نفوذها المستقل شمال شرقي سوريا، خاصة في ظل الغطاء الأمريكي المتذبذب لتلك القوات.
ويشير محللون إلى أن الحديث المتكرر من الجانب التركي عن "الاندماج في الجيش السوري" يعكس تحوّلاً واضحاً في الخطاب التركي تجاه دمشق، وانتقال العلاقات من مرحلة العداء السياسي إلى التنسيق الميداني المشروط.

كما تأتي التصريحات التركية بالتوازي مع تحركات سورية رسمية لتقديم نفسها بديلاً عن "قسد" في محاربة تنظيم "داعش"، الذي كثّف نشاطه مؤخراً في البادية السورية، وهو ما قد يُمهّد لتفاهمات أمنية جديدة بين دمشق وأنقرة حول مناطق الشرق السوري.

 

تأسست قوات سوريا الديمقراطية عام 2015 بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة "داعش"، وتضم في صفوفها مكوّنات كردية وعربية. إلا أن أنقرة تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً لديها.
منذ عام 2022، بدأت قنوات اتصال أمنية غير معلنة بين سوريا وتركيا برعاية روسية، لكن الخلاف حول مصير "قسد" ظل العقبة الرئيسية أمام أي تسوية سياسية شاملة بين الطرفين.

اليوم، ومع تصاعد التفاهمات الأمنية وتصريحات أنقرة الأخيرة، يبدو أن تركيا تمضي في توسيع مسار التطبيع العسكري مع دمشق، بما قد يفتح الباب أمام إعادة صياغة المشهد شمال شرقي سوريا خلال المرحلة المقبلة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 6