كيف يغير الذكاء الاصطناعي أساليب التعلم في المدارس اللبنانية؟

2025.10.22 - 08:04
Facebook Share
طباعة

بدأت تقنيات الذكاء الاصطناعي تدخل تدريجياً المدارس في لبنان، خاصة المدارس الخاصة التي تسعى لمواكبة التطور الرقمي العالمي وتقديم أساليب تعليمية حديثة.
في هذا الإطار، اعتمدت بعض المدارس الكاثوليكية والإنجيلية هذا العام الدراسي 2025-2026 إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي ضمن برامجها التعليمية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعلم ورفع مستوى التفاعل مع الطلاب.

الفرص التعليمية والتطور الرقمي:

توفر هذه التقنيات قدرات تعليمية هائلة، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم محتوى مخصص لكل طالب، تتبع تقدمهم، وتحليل أداءهم بسرعة وفعالية، بدأت بعض المدارس تجهيز مختبرات تكنولوجية حديثة تتضمن أنظمة ذكاء اصطناعي، ويجري ذلك تحت إشراف لجان أخلاقية ولجان تكنولوجيا متخصصة للحفاظ على القيم التربوية والأخلاقية.

المخاطر المحتملة:

مع كل هذه الفوائد، يبرز خطر محتمل مرتبط بالتوجّهات الأيديولوجية أو الدينية الخفية التي قد تحملها بعض الأنظمة، سواء في البيانات التي بنيت عليها أو في آليات التحديث المستمرة تجارب دولية عدة أظهرت مخاطر هذا الانفتاح، ففي بعض الدول توقع نظام ذكاء اصطناعي الطلاب الذين سيرسبون، مما أثر على مسارهم الدراسي، وفي دول أخرى أخطأ الذكاء الاصطناعي في تقييم نصوص الأطفال وفقًا لخلفياتهم العرقية.


دور الجهات التعليمية والرقابية:

تؤكد المدارس على ضرورة مراقبة الاستخدام بعناية، مع التركيز على التوعية حول كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بطريقة تحافظ على القيم التربوية، كما يشدد الخبراء على ضرورة تدخل الدولة ممثلة بوزارات التربية والتعليم العالي والذكاء الاصطناعي لوضع استراتيجية وطنية لحماية الطلاب، مع تكامل أدوار تجمعات المدارس الخاصة والدينية لوضع إطار تنظيمي يمنع أي تأثير أيديولوجي مخفي.

الإطار التقني والتنظيمي:

يشير الخبراء إلى ضرورة تحقق أي مدرسة قبل اعتماد أي نظام ذكاء اصطناعي من مصادر البيانات الأساسية التي يعتمد عليها النظام، وسياسات التحديث والتعلم المستمر، ومصادر المحتوى والتصنيفات التي تغذي النظام. كما يُنصح بالابتعاد عن الأنظمة مفتوحة المصدر واستبدالها بأنظمة تطورها المدارس بمساعدة خبراء لضمان توافق النظام مع البيئة التعليمية والمجتمع المحلي.

التحديات العملية:

تكمن المشكلة أيضًا في قدرة المدارس على فحص ومراقبة الأنظمة قبل اعتمادها، إذ قد يصعب استقدام خبراء في الذكاء الاصطناعي لكل مدرسة. لذلك يبقى الحل العملي تشكيل لجنة متخصصة بين وزارتي التربية والتعليم العالي والذكاء الاصطناعي لمراجعة الأنظمة وتقديم الاستشارة للمدارس حول المخاطر المحتملة وضمان الاستخدام المسؤول لهذه التقنية.
يمثل إدخال الذكاء الاصطناعي في المدارس اللبنانية فرصة لتعزيز التعليم وتطوير المهارات الرقمية للطلاب، لكنه يأتي أيضًا مع تحديات حقيقية مرتبطة بالمخاطر الأيديولوجية والتقنية.
وتظل الحاجة ماسة إلى إطار تنظيمي واضح، إشراف فني مستمر، وتعاون بين الدولة والمدارس الخاصة لحماية الطلاب والاستفادة من هذه التقنيات دون المساس بالقيم التربوية والثقافية وتحقيق توازن بين الابتكار والحفاظ على المجتمع التعليمي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 1