في حادثة جديدة تهزّ الأوساط الثقافية الفرنسية، تعرض متحف "دار دينيس ديدرو" في بلدة لانجر بمقاطعة "هوت مارن" للسرقة، بعد ساعات فقط من عملية سطو جريئة استهدفت متحف اللوفر في باريس، ما أثار تساؤلات حول كفاءة الإجراءات الأمنية في المتاحف الفرنسية.
ونقلت إذاعة "فرانس إنفو" عن مكتب رئيس بلدية لانجر أن قوات الأمن هرعت إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، حيث تبيّن أن مجموعة من العملات الذهبية والفضية النادرة، تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، قد اختفت من قاعات العرض. وأكدت السلطات أن بقية المقتنيات لم تُصب بأذى، في حين أشارت التحقيقات الأولية إلى أن العملية "كانت مخططة بعناية".
ووفق المعطيات المتوفرة، استغل اللصوص إغلاق المتحف يوم الاثنين، ونفذوا السرقة في ليلة 19-20 أكتوبر، في وقت رجّح فيه المحققون أن الجناة قد استخدموا معدات متطورة لاختراق أنظمة الحماية.
في أعقاب الحادث، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن تشديد الإجراءات الأمنية حول المتاحف ومواقع التراث الثقافي، تحسباً لأي عمليات مماثلة. وتداولت وسائل إعلام فرنسية صوراً لما قيل إنها العملات المسروقة، غير أن السلطات لم تؤكد بعد صحتها.
تأتي هذه السرقة بعد يوم واحد فقط من السطو المثير على متحف اللوفر، حين استخدم اللصوص شاحنة مجهزة برافعة للوصول إلى الطابق الثاني من المتحف، حيث قاعة "أبولون" التي تضم مجوهرات التاج الفرنسي. وقد تمكن الجناة من تحطيم النوافذ وسرقة خزانتين كاملتين قبل أن يلوذوا بالفرار خلال دقائق معدودة.
ويرى مراقبون أن تكرار هذه العمليات خلال فترة زمنية قصيرة قد يشير إلى شبكة منظمة تستهدف التراث الفرنسي، في واحدة من أخطر موجات السطو الثقافي التي تشهدها البلاد منذ عقود.