كشف تقرير نشره موقع "والا" الإسرائيلي، عن تعزيز مصر لموقعها الإقليمي من خلال تطوير قدراتها العسكرية بشكل غير مسبوق، في تحرك قد يعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط. التقرير رصد صفقة تسليح ضخمة مع الولايات المتحدة، إضافةً إلى خمس تحولات استراتيجية جوهرية في الجيش المصري.
دبلوماسية قوية تقود لتعزيز القوة العسكرية
وأشار المحلل السياسي الإسرائيلي أمير بوحبوت إلى أن نجاح القاهرة في الوساطة بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في غزة منح الرئيس عبد الفتاح السيسي دفعة سياسية مهمة، سمحت لمصر بترسيخ مكانتها كلاعب مؤثر في المنطقة. وأضاف: "هذا الزخم الدبلوماسي يمكّن القاهرة من تبوّؤ موقع متقدم في المشهد الإقليمي لما بعد الحرب، في وقت تستمر فيه مصر في مسارها الطويل لتحديث قواتها المسلحة".
خمسة تحولات جوهرية في الجيش المصري
1. تعزيز سلاح المدرعات:
تتضمن خطة تحديث شاملة بقيمة 5 مليارات دولار تشمل تحديث الدبابات، شراء صواريخ متطورة، وتطوير وحدات الجيش البري.
2. تمركز عسكري متزايد في سيناء:
يلاحظ مراقبون إسرائيليون أن التمركز يتجاوز ما يسمح به الملحق العسكري لاتفاقية السلام، ويشمل بناء طرق عسكرية، تحصينات، قواعد دائمة، ومنصات هبوط.
3. تنويع مصادر التسليح:
تهدف مصر لتقليل اعتمادها على مورد واحد، عبر شراء أسلحة من فرنسا وروسيا والصين إلى جانب الولايات المتحدة، تحسبًا لأي قيود مستقبلية.
4. بناء قوة بحرية وجوية في البحر الأحمر والمتوسط:
استمرار استلام فرقاطات جديدة، غواصات وطائرات حربية لتعزيز القدرات البحرية والجوية في المنطقتين الحيويتين.
5. وحدات مشاة خفيفة للتدخل السريع:
تشكيل وحدات خاصة مدربة على مهام سريعة للتدخل الطارئ وحماية النظام والمفاصل الحيوية في الدولة.
هل تشكل هذه التحركات تهديدًا لإسرائيل؟
مع تصاعد القدرات العسكرية المصرية، يزداد القلق في الأوساط الأمنية الإسرائيلية بشأن التوازن الأمني بين البلدين. ورغم تأكيد القاهرة أن التحركات تستهدف مكافحة الإرهاب، إلا أن التوسع في البنية التحتية العسكرية ونشر قوات ثقيلة يثير مخاوف في تل أبيب.
يخلص المحلل بوحبوت إلى القول: "في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، قد تضطر إسرائيل لإعادة تقييم استراتيجيتها تجاه مصر، خصوصًا إذا استمرت القاهرة في تعزيز قدراتها دون الالتزام الصارم ببنود الاتفاقية العسكرية".
تشير التطورات إلى أن مصر تسعى إلى بناء قوة عسكرية متقدمة وشاملة، تستند إلى دبلوماسية نشطة واستثمارات ضخمة، وهو ما يعكس رؤية واضحة لتعزيز موقعها الإقليمي واستقلالية قرارها العسكري، وسط تساؤلات متزايدة في تل أبيب حول تأثير هذه الخطوات على الأمن الإقليمي.