عملية جديدة للتحالف في دير الزور

2025.10.22 - 11:00
Facebook Share
طباعة

 نفّذت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ليلة الثلاثاء–الأربعاء عملية إنزال جوي في قرية الكسّار شمال شرقي دير الزور، بمشاركة طائرات مروحية وحربية وطائرات مسيّرة أميركية، في خطوة أثارت توترًا جديدًا في المنطقة.

وأكد مصدر محلي أن قوات التحالف داهمت عدداً من المنازل في القرية، محذّرة الأهالي عبر مكبّرات الصوت من مغادرة منازلهم أثناء العملية، دون أن تُعلن بعد طبيعة الأهداف أو نتائج الإنزال. ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من العمليات المكثفة التي ينفذها التحالف في مناطق متفرقة من سوريا، مستهدفًا قيادات وعناصر يُعتقد انتماؤهم لتنظيم "داعش".


سلسلة إنزالات جوية متواصلة
يُذكر أن التحالف الدولي نفذ عملية مشابهة في ريف دير الزور أواخر أيلول الماضي، أسفرت عن اعتقال شخصين، في حين تنوعت نتائج العمليات الأخرى بين مقتل المستهدفين واعتقالهم.

في تموز الماضي، شهدت مدينة الباب بمحافظة حلب عملية نوعية، أسفرت عن مقتل القيادي البارز في تنظيم "داعش" ضياء زوبع مصلح الحرداني، إضافة إلى ابنيه، في إطار جهود التحالف لملاحقة أبرز عناصر التنظيم في شمال سوريا. وكانت عملية الباب من أكبر عمليات التحالف خلال الأشهر الماضية، نظراً لأهمية الهدف وموقعه الاستراتيجي.

كما شملت عمليات التحالف مناطق أخرى، مثل ريف حماة الجنوبي، حيث أسفرت عملية إنزال جوي في قرية الجريجسة عن مقتل شخص، في حين ركزت تحركات أخرى على اعتقال عناصر التنظيم دون إراقة الدماء.


خلفية العمليات وأهدافها
تأتي هذه العمليات في سياق تصاعد نشاط تنظيم "داعش" في البادية والريف السوري، وسط محاولات التحالف الدولي منع التنظيم من إعادة تشكيل خلاياه في مناطق نائية. وتعتمد هذه العمليات على تكتيك الإنزال الجوي لمداهمة المواقع بشكل مفاجئ، ما يمنح القوات فرصة للقبض على المستهدفين قبل أن يتمكنوا من الاختباء أو الفرار.

ويشير محللون إلى أن هذه العمليات، رغم فعاليتها العسكرية، تثير مخاوف الأهالي المحليين، إذ تتسبب في حالة من الرعب والاضطراب داخل القرى المستهدفة، وتزيد من التوتر بين السكان والقوات الدولية. كما أن الضبابية حول نتائج العمليات وأهدافها غالبًا ما تُثير تساؤلات حول مدى الدقة والاستخبارات المستخدمة، خصوصًا في المناطق التي تتداخل فيها مصالح فصائل محلية وعشائرية.


استراتيجية التحالف ومستقبل العمليات
يستمر التحالف الدولي بالاعتماد على طائرات مسيّرة ومروحيات مروحية لضمان السيطرة الجوية خلال العمليات، مع تنسيق محدود مع القوات المحلية. ويبدو أن استراتيجية التحالف تهدف إلى مواصلة الضغط على تنظيم "داعش"، خصوصًا قياداته في شمال وشرق سوريا، مع تقليص قدرته على تنفيذ هجمات أو توسيع نفوذه في المناطق الريفية.

ويشير مراقبون إلى أن عمليات الإنزال الجوي قد تصبح أكثر تواترًا إذا استمر ظهور خلايا للتنظيم، خصوصًا بعد تسجيل نشاط متزايد في مناطق الكسّار، والبوكمال، والريف الشرقي لدير الزور، وهي مناطق تشكل شريانًا حيويًا لعمليات التنظيم في البادية السورية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 8