مأساة تل الصوان: ضحايا عراة في مقبرة جماعية جديدة

2025.10.21 - 09:14
Facebook Share
طباعة

في ظل استمرار النزاع السوري وتفاقم الوضع الإنساني في مختلف المناطق، تم اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في منطقة تل الصوان شرقي مدينة دوما بريف دمشق، هذا الاكتشاف الجديد يعكس استمرار العنف الممنهج الذي يطال المدنيين، ويبرز حجم الجرائم التي ارتكبت خلال السنوات الماضية، خصوصًا ضد الفئات الأضعف مثل النساء والأطفال. تأتي هذه الاكتشافات لتسليط الضوء على الحاجة الماسة لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.

أفاد الدفاع المدني السوري بأن فرق الإنقاذ انتشلت نحو 20 رفاتاً من المقبرة، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما لم يتم العثور على أي آثار للملابس على الجثث، مما يرجح أن الضحايا قُتلوا وهم عراة، في جريمة قد تصنف كجرائم حرب.
تعمل الفرق المختصة على جمع الأدلة والتعاون مع الهيئة الوطنية للمفقودين ووزارة الداخلية والطب الشرعي لتحديد هوية الضحايا وتأمين دفنهم بشكل لائق.

يعتبر هذا الاكتشاف امتدادًا لسلسلة من المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في مناطق متفرقة من سوريا خلال الأشهر الأخيرة، حيث سبق أن وثقت فرق الدفاع المدني حالات مماثلة في ريف حمص الشمالي الشرقي وحي كرم الزيتون بمدينة حمص وتبين هذه الاكتشافات حجم الانتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها المدنيون السوريون منذ اندلاع الحرب، بما في ذلك عمليات القتل والاختفاء القسري والتهجير القسري.

إن الكشف عن هذه المقابر الجماعية يحمل أبعادًا إنسانية وقانونية كبيرة، إذ يساهم في توثيق الجرائم وتقديمها للجهات القانونية الدولية، كما يمنح أسر الضحايا فرصة لمعرفة مصير أحبائهم والحد من معاناتهم النفسية.
كما يشير إلى الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الإنسانية وتوفير فرق متخصصة للتعامل مع المقابر الجماعية، بالإضافة إلى فرض رقابة دولية على المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة كثيفة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم.

يبقى ملف المقابر الجماعية جزءًا مهمًا من توثيق الانتهاكات بحق المدنيين في سوريا، ويقدم شهادة حية على حجم المعاناة الإنسانية التي خلفتها سنوات النزاع الطويلة، مؤكدًا ضرورة استمرار الجهود القانونية والإنسانية لضمان حقوق الضحايا وتحقيق العدالة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 9