ارتفاع غير مسبوق في معدلات الهجرة من إسرائيل منذ حرب غزة

2025.10.21 - 06:27
Facebook Share
طباعة

سجلت إسرائيل خلال السنوات الأربع الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق في أعداد المهاجرين إلى الخارج، وفق تقرير أعده مركز الأبحاث والمعلومات في الكنيست الإسرائيلي (MMM)، كشف مغادرة أكثر من 150 ألف شخص منذ عام 2020، وهو ما وصفه بعض النواب بـ"تسونامي الهجرة".

شهدت البلاد منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023 تسارعاً حاداً في معدلات الهجرة العكسية، وسط غياب خطة حكومية لمعالجة الأسباب، بحسب معطيات الجهاز المركزي للإحصاء (CBS) فبين عامي 2009 و2021، كان متوسط المغادرين نحو 36 ألفاً سنوياً، لكن الرقم ارتفع إلى 55,300 عام 2022 (زيادة 44%)، ثم إلى 82,700 عام 2023 (زيادة 33%)، وهو المعدل الأعلى منذ سنوات، واستمر الاتجاه نفسه خلال 2024، إذ غادر نحو 50 ألف شخص بين يناير وأغسطس، العدد نفسه تقريباً للفترة المقابلة من العام السابق.

في المقابل، تراجع عدد العائدين بعد إقامة طويلة في الخارج؛ فبعد أن بلغ 29,600 في عام 2022، انخفض إلى 24,200 عام 2023، ثم إلى 12,100 فقط حتى أغسطس 2024. وبهذا تضاعفت الفجوة بين المغادرين والعائدين لتصل إلى 58,600 خلال 2023 و36,900 حتى أغسطس 2024.

الفئة الشبابية الأكثر مغادرة، إذ يمثل من تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عاماً نحو 40% من إجمالي المهاجرين. كما أن 54% من المغادرين يحملون تعليماً متقدماً (13 سنة دراسية أو أكثر)، مقابل 44% من عامة السكان، و26% حاصلون على تعليم أكاديمي كامل.

ولفت التقرير إلى أن نصف المهاجرين عام 2022 هم من المهاجرين الجدد السابقين الذين استقروا في إسرائيل ثم غادروها مجدداً، ما يعكس فشل سياسات الاستيعاب والهجرة الصهيونية.

التوزيع الجغرافي والعمر:

جاء معظم المغادرين من تل أبيب وحيفا ونتانيا والقدس، فيما توزعت الفئات كالآتي: 28,915 بين 30 و49 سنة، 22,183 بين 0 و19 سنة، 16,095 بين 20 و29 سنة، و15,581 فوق 50 سنة. وغادر 42,605 رجال مقابل 40,169 امرأة.

آثار اقتصادية وديموغرافية:

حذر التقرير من أن مغادرة الشباب المتعلمين ستترك آثاراً اقتصادية بعيدة المدى، خصوصاً في قطاعات التكنولوجيا والتعليم والطب استمرار هذا النزيف قد يخلق خللاً ديموغرافياً متنامياً مع تقلص عدد العائدين وارتفاع أعداد المهاجرين المؤهلين.

أسباب الظاهرة:

أرجع التقرير تصاعد الهجرة إلى مجموعة عوامل أبرزها تدهور الوضع الأمني والسياسي منذ حرب غزة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتراجع الثقة بالحكومة، وضعف الإحساس بالأمان، إضافة إلى انقسام المجتمع الإسرائيلي وغياب التماسك الداخلي.

تصريحات وتحذيرات:

قال رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب والشتات جلعاد كريب: "ما يحدث ليس مجرد موجة نزوح، بل تسونامي حقيقي كثير من الإسرائيليين يختارون بناء مستقبلهم في الخارج، وعدد العائدين يتناقص. هذه الظاهرة تهدد المجتمع ويجب اعتبارها خطراً استراتيجياً" وأضاف أن ما يجري نتيجة مباشرة لسياسات الحكومة الحالية التي أهملت الجبهة الداخلية وعمّقت الانقسام.

أزمة وجودية:

خلص التقرير إلى أن إسرائيل تواجه أزمة هجرة غير مسبوقة، تعكس فقدان الشعور بالاستقرار الداخلي وتراجع الثقة بالمشروع الصهيوني ذاته، يرى خبراء أن غياب خطة وطنية لوقف هجرة العقول والكفاءات يجعل من الصعب كبح هذا النزيف الديموغرافي، الذي قد يستمر ما لم تتحسن الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8